آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات صالح عبده النجار30 نوفمبر.. من الاستقلال إلى الحوار

صالح عبده النجار
صالح عبده النجار
عدد المشاهدات : 3,529   
30 نوفمبر.. من الاستقلال إلى الحوار

حينما انطلقت الرصاصة الأولى في حرب المستعمر البريطاني في ال14 من أكتوبر عام 1963، كان مستوى الوعي الثوري اليمني قد اكتمل تخمره في الضمير الشعبي وفي الوجدان العام .


فشكلت الثورة امتدادا عميقا داخل الجغرافيا اليمنية ومكونها الشعبي في شمال الوطن وجنوبه فكان من المسلم به إنتصار هذه الثورة وتحقيق الهدف الأساسي منها في رحيل المستعمر البريطاني ومغادرته لأرض اليمن ولترابها الغالي في ال30 من نوفمبر عام 1967 .

وحينها أدرك المستعمر البريطاني إن أيامه صارت معدودة وأن موضوع رحيله أصبح من المسلم به.

ولهذا شهدت سنوات حرب التحرير الكثير من التحديات والقضايا الهامة والتي حاول المستعمر البريطاني نسج شقها المأساوي بخسة وحقد دفين لتؤدي في النهاية إلى التازم وعدم الإستقرار، ليستقر في الضمير الشعبي السلبي إيجابية المستعمر وحسناته الزائفة في ظل المقارنة بين ماضي التاريخ وحاضره المضطرب.


ولهذا ربما حاول قحطان محمد الشعبي أول رئيس لدولة الجنوب اليمني أن يلم الكثير من الأوراق المبعثرة وأن يحل بعض إشكالات اللحظه الحرجة، ليضيق الهوة بين شركاء النضال الوطني وكياناته المتعدده. 


إلا أن دهاء المستعمر وسوء صنائعه كسبت رهان المعركة وسارت اجنداتها حسب الخطة المرسومة والمحددة لها سلفا،،


فنشأ التطرف والإستبداد والأحقية في إمتلاك السلطة وصناعة الهوية السياسية وشكل نظام الحكم،، فصار بعيدا عن أفق القرار الوطني وذهب في طرق ملتوية تؤدي في الأخير إلى عدم الإستقرار وصناعة التخلف وانحسار التنمية وتدميرها بشكل كامل .

وخلال موجات التغيير ومحاولات إصلاح نظام الحكم طغى الإتجاه العنيف وصبغت الحياة السياسية بلونه الأحمر القاني .

حتى كانت لحظة تبلور الرأي السياسي ومحطة الإتعاض بالماضي وتغليب المصلحة الوطنية العليا عند قرار إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ال22 من مايو عام 1990م. 
إلا أن أحداث حرب 1994م كشفت الكثير من عورات نظام الحكم الجديد وقضاياه التي كان من الأولى دراستها وتمحيصها ومن ثم توجيهها الإتجاه الصحيح .

ليأتي مؤتمر الحوار الوطني بعد ثورة 11فبراير السلميه عام 2011م كثمره لنضالات اليمنيين الطويل وخاتمه لمطاف البحث عن الهوية اليمنية الجامعة وقد حقنت بالدماء الجديدة والأنفس التواقة والأفق الواسع. 

وفيه بادرت القوى السياسية والمكونات الإجتماعية فقدمت خلاصة أفكارها وعصارة تجاربها فاحتوت وثيقة الحوار الوطني كل طموحات الثوار واماني الأحرار وحلت إشكالات السلطة والثروة والنفوذ واسست لبناء دولة مدنية إتحادية يسودها العدل والحرية والمساواة ..

ونحن اليوم ندفع الثمن ..
ونبالغ في العطاء ونبذل الدماء الزكية ..
ونسدد الفدية الوطنية الواجبة..
لا لأن الإستعمار خطط ومول لهذه المعركة وزرع لها العملاء والمرتزقة فقط ..
لكن لأننا نحن ..نريد للإستعمار الفناء ولمشاريعه بالنهاية ولصلفه وعدوانه بالعار والهزيمة .. 

فقد عشنا لحظات الوفاق واحسسنا بعظمة الأخوه ..
حينما .. ثرنا سلميا وتحاورنا سويا وآثرنا مصلحة الوطن.