تعز ومأرب.. مظاهرات لنصرة غزة ومطالبة العالم بوقف حرب الإبادة ومحاسبة قادة الاحتلال وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية العرادة يطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعادة تقييم مواقفهم من مليشيا الحوثي اتفاقية لتنظيم نقل البضائع بين اليمن والدول العربية وزير الدفاع: مليشيا الحوثي تنشط في تهريب الحشيش والمخدرات اليمن يكسب طاجيكستان في كأس ديفيز للتنس ترحيب فلسطيني بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية
كم هو مسيء أن تقدم تعز نفسها في هذه الأوقات الصعبة على هذا النحو من الفوضى؟
أن يتم التعامل مع جريمة اغتيال غادرة طالت واحدا من أهم القيادات العسكرية في المحافظة واليمن عموما بهذه الخفة، وتحويل الجريمة إلى مناكفات إضافية عقيمة واجترار سمج لعصبيات حزبية عمياء، لهو أمر صادم ومخجل.
وبدلا من متابعة المطالبة والضغط لتشكيل لجنة مهنية تتوفر فيها كل عناصر الكفاءة اللازمة، لإجلاء الغموض عن الجريمة وكشف حقيقة ما جرى ومن يقف وراءها، تحولت الجريمة إلى تبادل للاتهامات والتجاذبات لتعميق الانقسام ومنح المتربصين بتعز المزيد من الفرص لتمرير مخططاتهم الجهنمية على حساب الحقيقة وعلى حساب دم الشهيد العميد عدنان الحمادي.
لقد أدانت جميع أحزاب ومكونات تعز وشخصياتها جريمة الاغتيال، وطالبت رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة مهنية للتحقيق ومنع الإساءة للشهيد العميد عدنان الحمادي مرة أخرى بتمييع الحقيقة بمكايدات وممارسات غبية.
وكان هذا الإجماع دليل عافية سياسية ومسؤولية، يجب أن لا تتوقف عند البيانات.
إن تعز التي يجدر بها أن تكون حاملة مشروع الدولة، بنخبها ومثقفيها، تغرق في هذه اللحظة في تقديم نفسها على أسوأ الصور، فالباحثون المفترضون عن الدولة والقانون، ينخرطون في موجة من التهريج الجماعي، حيث بات الجميع يتهم الجميع على نحو مخجل، في الوقت الذي يتوجب أن تكون أدوات القانون قد أخذت موقعها وبدأت في التعامل مع الجريمة ومسرحها بالمسؤولية الملقاة على عاتق أي سلطة، تسعى لكشف الحقيقة وضبط المتورطين ومن يقف خلفهم.
لقد أسرفنا في الانزلاق إلى ما قبل الهاوية، وليس أمامنا سوى أحد أمرين: إما الاستمرار في الضغط للوصول إلى الحقيقة، والابتعاد عن كل ما من شأنه زيادة حدة الاستقطاب، وحماية السلام الاجتماعي، فتعز لا تحتمل المزيد من هذه المراهقات التي أثقلت كاهلها طيلة فترة الحرب وتقصم ظهرها الآن.
وإما مواصلة الحفر بحثا عن قاع يدفننا جميعا لنكون قد خذلنا كل تضحيات شهداء تعز وجرحاها وارتكاب جريمة أخرى بحق الشهيد العميد عدنان الحمادي، وساعدنا المجرمين في الإفلات من العقاب، ومنحنا المتربصين بتعز في الداخل والخارج، الفرصة التي ينتظرونها منذ سنوات للنيل منها ببساطة بعد أن استعصت عليهم طيلة فترة الحرب.
أدعو الجميع إلى التعقل والتحلي بالحكمة وضبط الأتباع، فمن اغتال العميد القائد عدنان الحمادي، لم يكن يريد أكثر من هذا الذي تفعلونه ببعضكم الآن وأخشى أنكم في الطريق لمنحه الجائزة الكبيرة، بإطلاق النار على بعضكم وإسقاط كل تضحيات تعز وهي تضحيات بذلها الجميع ويجب الدفاع عنها بتصويب كل الجهود صوب أعداء تعز.
إن الخلافات السياسية طبيعية، لكنها يجب أن لا تتحول إلى عداوات وفجوة للاستقطابات المضرة بالمحافظة، وينبغي أن نجعل من التعدد ثراء لتقديم أفضل ما لدينا وليس المبارزة لإخراج الأسوأ.
أدعو رئاسة الجمهورية لتشكيل لجنة رئاسية مهنية وكفؤة لا تثير أي حساسيات أو التباسات، وهناك من القيادات العسكرية والقضائية الكثير منها والمخلصة لضميرها المهني والوطني.
فطالما كان هدف الجميع الوصول إلى الحقيقة، فالأمر مرهون بتسمية لجنة تلبي هذا الغرض حرفيا وإيضاح ملابسات الجريمة ومن يقف خلفها للرأي العام درأ للتأويلات والتوظيف السياسي الخطير الذي لا ينال من الحقيقة فحسب، بل من الشهيد مرة أخرى، ويلقي بتعز إلى هاوية، لم يتوقف المتربصون بها من قوى داخلية وخارجية عن حفرها، وسيكسبون المعركة حتما حين يشاهدون الجميع في قعرها.
الرحمة والخلود للشهيد القائد عدنان الحمادي..
الخزي والعار لكل من يسعى للإضرار بتعز وسلامها الداخلي ونسيجها الاجتماعي.
النصر للمحافظة الصلبة والصامدة.. ولليمن الاتحادي.