في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي هيئة رئاسة مجلس النواب تناقش الترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس جهل فاضح واستغفال للرأي العام.. البنك المركزي يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج معسكر خارجي للمنتخب الوطني استعدادا لبطولة خليجي 26
نحن جميعا في حالة دفاع عن وجودنا الخاص والعام، الكل يدافع عن الكل، وإذ نضحي لا نطلب بالطبع مقابلا من أحد، الفداء قدر الكبار المختارين.
كان في وسعك إيثار السلامة، كان في مقدورك الهرب بعيدا والبحث عن دروب أكثر أمانا ودعة وبعدا عن المواجهة، كان بإمكانك التملص والتنصل والقول: هذا جدار ليس لي، أنتم لا تستحقون تضحياتي لستم جديرين بأن أقاتل عنكم، لكنك لم تفعل ولم تكن لتفعل.
هذا أنت الإنسان الحر الكريم والفارس النبيل الأبي الأشم، كان وقوفك في المواجهة حكمك الخاص، اختيارك الحر، كان موقفك المناهض والمقاوم إرادتك ورغبتك، كان الجرح جرحك وألمك، كان وطنك مصيرك وقضيتك الكبيرة والتي تحدد بقاءك وإنسانيتك وحاضرك ومستقبلك.
كانت التضحية مستحقة هي حياتك قيمتها أعلى وأغلى لديك من البقاء في أسر الهوان وكان لمعاناتك المعنى الذي ينسيك الوجع ويمنحك السلوان، هو ذلك العذاب العذب في سبيل ما نؤمن به وما نحبه.
لماذا يقرر هؤلاء الفادون في لحظة تحمل العبء وحدهم؟ لماذا يختارون تجاوز محدوديتهم وذواتهم وعوالمهم الصغيرة ليفتدوا الجميع؟ لماذا يؤثرون دفع أكبر الأثمان؟ ودون من ولا شعور بالندم أو الخسارة؟
لأنهم كانوا أكبر من أن تسكنهم هواجس الصغار وأعظم من أن يتملكهم وهن التعويل على غيرهم في طريق الخلاص. لقد أيقنوا منذ البدء أنها قضيتهم وأنهم وحدهم المعنيون بها وأن على كل منهم أن يقوم بدوره ويؤدي واجبه حتى لو نكص وتخلف الناس كلهم.
يدهمنا أسى ثقيل وتنتابنا مشاعر مقبضة وبداخلنا غالبا يأس ذابح ويتملكنا الإحساس بالوهن والتعب والإحباط وتخنقنا العتمة ويحاصرنا الشعور بالفقدان من كل اتجاه، نختبر جميعا مثل هذه الحالات كل يوم وكل ساعة وككل لحظة ربما.
فنلوم ونعتب ونحتد ونصرخ ونتهم وندين وقد نجحف ونجور، ونشتط في الرؤية والحكم، لكن سرعان ما تنقشع الكآبات وتتبدد الأحزان ونعاود اليقظة والتعافي ونواصل الكفاح وتحمل العبء الكبير.
هذه الروح الواهبة الفادية المضحية المتجردة هي إلهامنا الكبير، هي جوهر عظمة الشهداء الأحرار الكبار والأبطال الرواد صناع التواريخ الفارقة، كانت تلكم التضحية مبعث السلوان ومصدر الزهو والفخر، ولم يزل نشيدهم الملحمي على امتداد الدرب:
كم تحملت في سبيل بلادي
وتعرضت للمنون مرارا
وأنا اليوم في سبيل بلادي
أبذل الروح طائعا مختارا
هكذا "طائعا مختارا"، قالها إبراهيم الحضراني على لسان الشهيد الفادي في بواكير الحركة الوطنية ضد الإمامة، واليوم تستمر تلك الروح اليمنية الباسلة في افتداء اليمن، تستمر في كل هؤلاء الفرسان المضحون الذائدون عن الوطن في كل الجبهات، وفي كل ميادين العمل والشرف والكرامة.