آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات محمد المقبليالواسعي.. تاريخ من العمل الوطني والثقافي

محمد المقبلي
محمد المقبلي
عدد المشاهدات : 1,300   
الواسعي.. تاريخ من العمل الوطني والثقافي

كم هو مؤلم أن ندرك أهمية رموز العمل الوطني الجمهوري بعد فقدانهم.. لا نفتش عنهم لحفظ ذاكرتهم وذاكرة اليمن الجمهوري الذي تعرض للتجريف الممنهج في فترة الثلث قرن الظلامية والمظلمة.
اليوم غيب الموت الفقيد علي عبدالله الواسعي الذي ينحدر من أسرة نضالية عريضة من منطقة آنس ذمار، إذا لم تخونني ذاكرتي لديه أخ اسمه عبدالله الواسعي كان من رموز الحركة الوطنية وهو والد الدكتورة فيروز الواسعي.
يروي على عبدالله الواسعي عن نشأته في مقابلة مع رابطة أدباء الشام أنه نشأ في زمن كان اليمن معزولا عن العالم، ويقول عن تكوينه الأول، ولم يكن لدينا مدارس حديثة بل كان الطالب يدرس في كتّاب: القرآن الخط والحساب وبعض المعلومات الدينية.
انتظمت بعد ذلك في دراسة العلوم الشرعيّة والعربية في حلقات مسجديّة، ثمّ دخلتُ مدرسة رسميّة كان اسمها المدرسة العلمية، يدرّس فيها الفقه والعربية والتفسير وأصول الفقه وأصول الدّين. مكثت فيها سنة.
وكنتُ ممن يبحثون عن الكتب العصرية الصادرة من مصر والشام مما جعلني أفهم أنّنا نعيش في وضع متخلّف وقد دفعني ذلك إلى التّطلّع لتغيير الوضع فاشتركت في ثورة الـ 1948 التي فشلت وسبب ذلك دخولي السجن مكثتُ فيه سبع سنوات. فررت بعد ذلك إلى عدن، ثمّ سافرت إلى مصر ودرستُ هناك، في معهد صحّي، الصحة الوقائيّة وعدت إلى اليمن عام 1957.
وبعد ثورة 1962 التي كان لي اشتراك فيها استمرّ عملي في وزارة الصّحة، وفي عام 1966 رشّحت لدورة في الصحة في دمشق لمدّة تسعة شهور. وممّا يجدر ذكره أن العدوان الثلاثي عام 1956م حدث وأنا طالب في مصر وقد تطوّعت في المقاومة الشعبية. كما تطوّعت في 1967م في دمشق ضمن الطلبة العرب.
له مؤلف تحدث عنه في أحد حواراته كتاب رحلات إلى أوربا وأمريكا واندونيسيا وباكستان، ولا أدري هل تمت طباعته إلى الآن أو لا، بالإضافة إلى دراسات وكتيّبات أخرى: أبرزها بحث عن المرأة.
من اللافت أن لديه إنتاج فكري خارج المألوف هو "تأمّلات مجنون" دون فيها الحالة التي فقد فيها وعيه وقال إنه كان يشعر أن حالته غير طبيعيّة.. وبعد الشفاء صوّر كلّ ما مرّ به في تلك الحالة.
عمل الواسعي في إذاعة صنعاء، ككاتب تعليقات على الأخبار أيام حصار السبعين التي كانت فيها صنعاء محاصرة من قوات الملكيين وكان مشرفاً على البرامج، قدّم بعض البرامج كبرنامج "أضواء على الدّستور" و"جريدة الصّباح" و"الأسرة".
من يدرك مقدمة وجهد علي عبدالله الواسعي في كتاب الطريق إلى الحرية لرفيق دربه العزي صالح السنيدار سيدرك أن الواسعي كان رمزا جمهوريا كبيرا إلى اللحظة الأخيرة من حياته ملتزم بالكلمات العليا لليمن الجمهوري في مسلك حياته علميا وفكريا نزيه من خارج السلطة والمحسوبية سأظل اذكر بجهده الكبير والعظيم في هذا الكتاب الذي يتضمن موجز فكري وتاريخي للحركة الوطنية اليمنية.
الرحمة والخلود لروحه.