بيان مشترك لـ 22 منظمة حقوقية يطالب بحماية حقوق الأطفال في اليمن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد 499 ضحية لألغام الحوثي خلال عام واحد المنتخب الوطني يبدأ معسكرا تدريبيا في ماليزيا الأمم المتحدة تؤكد: قطاع غزة صار مقبرة للأطفال تظاهرات لنصرة غزة وإشادة بموقف جنوب أفريقيا وقرار محكمة الجنايات وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية
عند استحضار سلوك الحوثيين تجاه السلام منذ الحرب الأولى 2004، تشعر أن السلام الحقيقي ليس في أجندتهم أبدا، وهو بعيد عن تكوينهم وفهمهم الأصولي الطائفي الجهادي الشمولي. والسلام في الحقيقة لا يمت بصلة لإرث الإمامة، فإرثها السيف، ولكن في رقاب أحرار اليمن وخراب بلدهم وحضارتهم منذ ألف عام.
أتيحت فرص كثيرة للسلام مع الحوثيين، حتى وهم متغلبون بعد اجتياحهم الغاشم لصنعاء، لكنهم فوتوا فرصة ذهبية، كان جلها لصالحهم.
يعذر كثير من الأعزاء، استنادًا إلى الحال الذي صارت عليه اليمن، عندما يدعون للسلام، وهو في الحقيقة -أي ما يدعون إليه- وبأخذ كل شيء في الاعتبار والحسبان، أقرب إلى الاستسلام.
والحق فإنه لو استسلم هذا الجيل، أو الحكومة اليمنية أو التحالف العربي، فإن طبيعة الحركة الحوثية المحاربة الغاشمة العنيفة تحتم وجود من يواجهها حربًا، حتى النهاية، حتى ولو بعد هدنة قصيرة أو سلام زائف أو حتى استسلام.
يحدث أن هناك من يستسلم في الحروب، فما بالنا بالجنوح للسلام، ولكن عندما يكون الطرف المواجه، جماعة دينية طائفية عنصرية فاشية، فلا بد أن تتساءل: هل يمكن أن يكون الاستسلام خيارا، إذا تعذر النصر في الوقت المناسب، أو كان أفق السلام مستحيلا؟
من يعرف طبيعة الحركة الحوثية يدرك إن الاستسلام لها مستحيل،فهي غير مؤتمنة على كرامة الناس وأبسط حقوقهم، لو استفردت، كما أنها لا يمكن أن تجنح لسلام حقيقي.
كلنا والله نرغب أن نعيش في بلدنا ونقضي ما تبقى لنا من حياة فيها، ويطوينا ترابها المقدس في النهاية، لكن للأسف، يبدو أنه كتب على أبناء جيلنا إما النفي، ما دام الحوثي يسيطر، أو الخضوع القسري المهين لهذه الحركة الغاصبة، أو استمرار الحرب ما دام في الطرف الآخر هذه الجماعة العنصرية.
خيارات قاسية ومريرة فعلا، وصحيح، ولأسباب تعرضت لبعضها في منشورات سابقة، فإن الحرب التي دارت في السنوات الخمس الماضية، على الرغم من الدمار والتضحيات والبطولات، لم تتم بالشكل الصحيح.
وقلت في تناول سابق، إن هذه الحرب تبدو وكأنها قامت لتمكين الحوثي، ولعل التمعن في تفاصيل ما يجري في عدن منذ 2015، ويجري في سقطرى، أمس واليوم ومنذ سنوات، يُبين عجائب وغرائب، لا يبدو معها ما آلت إليه الأمور عجيبًا ومستغربًا، وإنما نتيجة متوقعة.
ومن غير شك فإن جائحة كورونا تستلزم تفرغا لمواجهتها، لكن الحوثي كما هي عادته، لا يبالي، أما السلام فإنه ما يزال بعيدا في اليمن، ما دام الطرف الذي يسيطر على صنعاء هو الحوثي بمواصفاته الطائفية الفاشية الغاشمة.
= سفير اليمن لدى الأردن