بيان مشترك لـ 22 منظمة حقوقية يطالب بحماية حقوق الأطفال في اليمن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد 499 ضحية لألغام الحوثي خلال عام واحد المنتخب الوطني يبدأ معسكرا تدريبيا في ماليزيا الأمم المتحدة تؤكد: قطاع غزة صار مقبرة للأطفال تظاهرات لنصرة غزة وإشادة بموقف جنوب أفريقيا وقرار محكمة الجنايات وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية
تطل علينا الذكرى السابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، ضد المستعمر البريطاني الذي ظل جاثماً على جنوب البلاد قرابة 129 عاماً، في وجهه الاستعماري السلطوي الاستبدادي القبيح، والذي حرم الناس من أبسط حقوقهم، وأذاق الشعب من كؤوس الويل، ومنع عنهم أبسط حقوقهم، بل ومضى في تقسيم البلاد إلى دويلات ومشيخات، في إطار فرز مجتمعي نتن.
كل تلك وغيرها إرهاصات عانى منها الشعب في الشطر الجنوبي، حتى فاض الكيل، وبدأ التفكير جيدا في طرد هذا المستعمر، والتي كانت شرارتها التي أشعلت لهيب الثورة من ردفان في الـ 14 من أكتوبر 1963م، بقيادة راجح غالب لبوزة.
وفيما بعد استمرت الثورة في نضالها المسلح وتلاحمها الوطني الكبير، حتى طرد المستعمر وخروج آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967م، ونال جنوب اليمن حق الاستقلال الكامل.
لم تكن ثورة 14 أكتوبر إلا تجسيداً حقيقياً لنضال شعب الجنوب، بالتوازي مع نضالات أبناء الشمال وهم يخوضون معركتهم ضد الاستبداد الإمامي، في تعاضد وتماسك كبيرين للخلاص من الاستبداد والاستعمار.
لقد راهن الاستعمار البريطاني على التشظي الذي أحدثه في مكونات المجتمع، والإطباق الحديدي على الشعب، والتجهيل والإفقار المتعمد، كخيار بقاء له في خاصرة اليمن الجنوبي، لكن ذلك تحطم على إرادة من فولاذ لهذا الشعب التائق إلى التحرر وفك قيود الاستعمار.
وكانت ثورة 14 أكتوبر هي نتاج لجهد كبير ونضال متعدد لأطياف المجتمع، في ملحمة بطولية نضالية واحدة، انتفض فيها كل الجنوب من الضالع إلى يافع ولحج وأبين والصبيحة وبيحان والعوالق وحضرموت والمهرة وعدن، وتشكلت الحركات الطلابية المناهضة للاستعمار، والتنظيمات السرية التي اختارت الكفاح المسلح كخيار وحيد لطرد الاستعمار.
علاوة على العمل السياسي الذي رافق هذه الفترة من خلال عقد مؤتمرات انعقدت في شطر اليمن الشمالي للترتيب الانطلاق الثورة، وتأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل"، بالتوازي مع العمل العسكري والتمرد المسلح والقيام بأعمال منقطعة هنا وهناك ضد الاستعمار، الذي رد عليها بجنون وقصف بطيرانه المدنيين.
حتى كانت الشرارة في 14 أكتوبر 1963، والذي خاض فيه الشعب معركة وجودية ومصيرية لطرد الاحتلال استمرت لأربع سنوات، مثل أعلى ذروة سنام التلاحم الوطني، والالتفاف الشعبي الكبير، في كفاحه المثخن ضد الاستعمار، واعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب جنوب اليمن.
واشتد الخناق على البريطانيين، وناخت صنميتها وأسطورتها "الدولة العظمى التي لا تغرب عنها الشمس" حين أعلن وزير خارجيتها آنذاك "جورج براون" أن بلاده ستمنح الاستقلال لجنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م، وهو ما تم فعلا، ونال شطر اليمن الجنوبي استقلاله.
إذن نحن أمام عمل أسطوري كبير، يجب أن يخلد في ذاكرة الأيام، وهو يروي ملحمة بطولية جسدها أبناء اليمن الجنوبي الميامين في سبيل الحرية والكرامة، ووقفوا في وجه أقوى دولة حينها، حتى تحقق النصر.
وهو ما يكون ملهما للأجيال المتعاقبة بأن هذا الشعب لا يهزم أمام أي قوة كانت، وأنه لا يقبل أي مساس بكرامته أو مصادرة حقوقه، مهما طال الزمن أو قصر.
الخلود للشهداء الذي سطروا بدمائهم على صفحات التاريخ أبهى معاني العزة والكرامة، ورسموا لنا لوحة زاكية من التضحية والفداء في سبيل التحرر والانعتاق.
والتحية لكل الأبطال الذين يقفون على الثغور في ميادين العزة والكرامة، ضد الكهنوتية الإمامية الاستبدادية بنسختها الحوثية المدعومة من إيران، والتي تحاول أن تعيد اليمن إلى مربع الجهل والظلم والتخلف والفيد، وتحوله إلى ولاية إيرانية في خاصرة الوطن العربي.