آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عبدالحافظ الفقيهالفقيد المدهش

عبدالحافظ الفقيه
عبدالحافظ الفقيه
عدد المشاهدات : 2,034   
الفقيد المدهش

ودعنا الشيخ العالم الفقيه الزاهد المتواضع المربي الفاضل المجاهد الشجاع الصالح المصلح مهيوب سعيد مدهش، الذي عاش ودرس في المدينة المنورة، وتخرج من الجامعة الإسلامية ومن المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، فقد تعلم وتخرج على علماء المسجد النبوي وعلماء الجامعة الإسلامية.

كان أثناء دراسته يقضي العطلة الصيفية داعية ومعلما ومربيا في مأرب، والتي أسس فيها مع إخوانه الدعاة البذور الأولى للتعليم والتربية والدعوة إلى الله ورضي بشغف العيش فيها رغم وجود أماكن أحسن منها في ظروف العيش والرخاء.
وبعد تخرجه انتقل إلى مأرب واستقر فيها داعية وقاضيا ومفتيا ومعلما ومربيا، ينتقل من قرية إلى قرية ومن قبيلة إلى قبيلة، وكان يزور محافظة الجوف معلما وواعظا وخطيبا تنقل في جميع قراها وقبائلها ومديرياتها.
كان له الدور الكبير مع إخوانه في وضع اللبنات الأولى للتعليم والتربية والدعوة إلى الله ونشر العلم، والثقافة ومحاربة الجهل والأمية في الجوف ومأرب وغيرها، ولقد أسهم في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح وكان رئيس المكتب التنفيذي في مأرب سابقا وعضو مجلس الشورى.
وكان له دور كبير في العمل السياسي وإثرائه في الإصلاح ومؤسساته، وكان يقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم.
هو المصلح الاجتماعي الذي كان له أثر كبير في الإصلاح بين القبائل والأفراد، وكان له دور كبير في المشروع الوطني ووقوفه ضد الاستبداد والعمل على تحقيق أهداف الثورة ووقوفه مع ثورة الشباب السلمية الشعبية.
وكان مرناً في التعامل مع الأحزاب وقبول الآخر وخاصة مع اللقاء المشترك، ووقوفه ضد الانقلاب الحوثي، وله دور كبير في وقوف مأرب ضد الغزو الحوثي، وهؤلاء اليوم تلامذته هم الذين يمرغون أنف الحوثي بالتراب.
كان رحمه الله يحمل هم الوطن، فلقد التقيت به أثناء مرضه وكان كل همه عن الوطن، عن تعز، عن مأرب وغيرها، وكيف يتحقق النصر للجمهورية ضد الملكية الحوثية وينتصر الجيش الوطني والمقاومة.
لقد عاش كبيرا ومات كبيرا زاهدا مهاجر القرابة خمسين عاما من العمل والتضحية والجهاد المتواصل، لم يتوقف لحظة واحدة عن أداء واجبه نحو دينه ووطنه ومبادئه التي آمن بها وضحى من أجلها حتى لقي ربه.
وها هي اليوم مأرب تخرج لتودعه اعترافا بما بذله وقام به في سبيل الله ثم في سبيل الوطن لكي يعيش الوطن حرا كريما فقد كان مهيوبا سعيدا مدهشا.
رحمه الله رحمة الأبرار وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وعصم الله قلوب أهله وأحبائه بالصبر وعظم الله أجر الجميع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

- رئيس التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز