بيان مشترك لـ 22 منظمة حقوقية يطالب بحماية حقوق الأطفال في اليمن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد 499 ضحية لألغام الحوثي خلال عام واحد المنتخب الوطني يبدأ معسكرا تدريبيا في ماليزيا الأمم المتحدة تؤكد: قطاع غزة صار مقبرة للأطفال تظاهرات لنصرة غزة وإشادة بموقف جنوب أفريقيا وقرار محكمة الجنايات وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية
اللواء الركن القاضي الدكتور عبدالله الحاضري، شهيدا مجيدا في الخالدين، بإذن الله.
القيل اليماني، والمحارب والمثقف والمناضل، الذي تحمل كثيرا من الفجور في الخصومة والتدليس، يستشهد اليوم في ميادين النار، وكان بإمكانه تجنبها والابتعاد عنها لألف سبب وسبب.
عبدالله الحاضري الذي يناضل رغما عن كل أكاذيب وأحقاد السلاليين والانتهازيين، التي وقع في مستنقعها بعض الطيبين والمخلصين، لم يفارق عمله ومكتبه ومسرح عملياته منذ انطلقت الحرب، كما أنه منذ سنتين أو أكثر يعيش بعيدا عن أولاده وأهله، متفرغا لواجبه الوطني والوظيفي.
آخر تواصل بيني وبينه كان البارحة، هاتفته للسلام عليه، حيث ذكرناه بخير أنا وشقيقه الأستاذ سيف الحاضري، والصديق العزيز صالح مثنى، وكان هناك أمل أن نلتقي قريبا للمقيل والإفطار سويا، لكنها المنايا تختار أبطالها.
رحمك الله يا دكتور عبدالله فقد صبرت وناضلت بصمت.
كان اليماني الوحيد الذي بادر لعقد محاكمات لقيادة الانقلاب، حين تخلت المحكمة الجزائية المتخصصة وكل أجهزة القضاء عن مهمتها، بادر الرجل للمهمة من موقعه كرئيس لدائرة القضاء والنيابات العسكرية.
ورغم طبيعة عمله الإدارية الخالصة، لكنه كان كثيرا ما يبادر بنفسه وبندقيته لمشاركة أبطال الميدان بطولتهم في أكثر من جبهة وميدان قتالي، وها هو يستشهد في خط النار رحمة الله عليه ومغفرته ورضوانه.
يتذكر الجميع الحملات التي شنها عليه البعض، بمبررات واهية أو كيدية، نعم كان والده شيعيا اثنى عشريا، وبعض أشقائه كذلك، وهم لا ينكرون ذلك أو يدافعون عنه، لكن الدكتور يماني حد الثمالة عرفته منذ 2012م، وعرفت شقيقه سيف قبلها، وشقيق آخر لهما، كلهم أقيال، ومواقفهم من الإمامة صارخة منذ 2004م.
أكثر من مرة اختلفت مع رأي أو آراء شقيقه الأستاذ سيف، أو طريقته وصحيفته اليومية في تناول بعض القضايا، لكن موقفه ودور صحيفتيه "أخبار اليوم والشموع"، في مواجهة الإمامة لا يمكن أن ينساه احد منذ الطلقة الحوثية الأولى عام 2004، وكذلك موقفه الشجاع من الانتفاضة ضد صالح.
أما الشهيد البطل الدكتور عبدالله فهو يجاهد ويجالد بقلمه وبندقيته منذ الحرب الأولى، من خلال موقعه آنذاك كرئيس لنيابة المنطقة الشمالية الغربية، التي كانت محافظة صعدة ضمن نطاقها.
لا يمكن هنا تفويت حقيقة مهمة، أن كثيرا ممن هاجموه بقصد أو دون علم، كان دافعهم هو النيل من نائب رئيس الجمهورية أو ابتزازه، وأعني بالتحديد أولئك الذين صاروا مؤخرا يعتبرون لوثة الهاشمية تهمة ممكنة لابتزاز خصومهم، بينما شفاههم القذرة لم تجف من لعق أحذية ولعاب السلالة، وربما لعق أحذية أذناب السلالة وبغالها.
هناك فرق بين الموقف المتجرد وبين ركوب الموجات الانتهازية، هذا الصنف الأخير يفتحون جيوبهم وكروشهم لكل مال نظيف أو قذر، بينما أصحاب المواقف المتجردة هم من يبذلون أرواحهم ثمنا لها، وقد كان الشهيد الحاضري واحدا من هؤلاء.
رحمك الله يا دكتور عبدالله، وأسكنك فسيح جناته.
خالص العزاء لأبنائك الكرام، ولشقيقك سيف الحاضري، وكل أحرار أهلك، ورفاق دربك.
المجد والخلود للشهداء الأخيار، والنصر لليمن الجمهوري الكبير.
والعاقبة للمتقين.