نزع أكثر من 4 آلاف لغم حوثي خلال الشهر المنصرم 183 انتهاكا للسواحل والمحميات الطبيعية في سقطرى الجفاف والصقيع يهددان المحاصيل مع بدء موسم زراعي جديد الاحتلال يماطل في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار في غزة إطلاق خدمة إلكترونية للحجاج وتمديد عملية التسجيل الكرة الطائرة.. تأهيل 20 حكما مستجدا في وادي حضرموت قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تؤكد الجاهزية لإسناد معركة الخلاص من مليشيات الحوثي 380 شخصا ضحايا الحوادث المرورية خلال شهر حذر من الشرذمة السياسية.. الهجري: إضعاف الخصوم السياسيين يصب في صالح المليشيات تحذيرات دولية من تفاقم أزمة نقص الغذاء في اليمن
في عدن.. بأي ذنب يغتال الإنسان وتذبح الإنسانية على الرصيف؟!
الاغتيالات وسيلة خسيسة تعكس حقارة من يقف ورائها وينفذها ويتمالا معها.
وتزداد هذه الجريمة جرما وحقارة وخسة عندما يكون المستهدف بري لا يدري لماذا قتل وبأي ذنب، والقاتل المأجور لا يعرف أيضا من يقتل وما هي جريرة المجني عليه، بل ممكن أنه لا يعرفه أصلا إلا قبل أيام من إطلاق النار عليه عبر عملية الرصد والتعريف والتعرف على صورة الضحية وقبض ثمن الجريمة.
جرائم تهتز لها عرش الرحمن، لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم نفس بريئة، سيغرقون في دماء الأبرياء اليوم أو غدا، وإن غدا لناظره قريب، والتاريخ القريب والبعيد فيه دروس وعبر ناطقة، لكنه الخذلان المصاحب للظلم يطمس البصر والبصيرة.
لا أحد ينجوا إلى بر الأمان بالقتل واغتيال الأبرياء ضعف وحجر أساس للسقوط المدوي وعقاب بحد ذاته ولو احتمى القاتل بجحر حمار، أعطوني قاتلا نجا بجريمته خاصة أولئك الذين أوغلوا بدماء الأبرياء.
بالأمس اغتيل الشاب بلال الميسري في مدينة عدن، شاب بري قتل وهو متجه إلى عمله وكل ذنبه أنه مواطن لا ذنب له، نشاطه مقصور على العمل الخيري بعد أن اعتبر العمل السياسي والرأي الآخر جريمة.
ومع هذا وجدوه أمامهم فاغتالوه لاستئناف عملية الاغتيالات التي طالت خطباء وفاعلي خير أغلبهم من منتسبي حزب الإصلاح وخطباء المساجد المعتدلين، الذين يعتزون بوطنهم ويحملون في قلوبهم قيم الخير والكرامة الوطنية وعمل المعروف وحب الناس.
جريمة الاغتيالات في عدن جريمة منظمة ضد الإنسانية في هذه المدينة المسالمة، حد "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ . إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"، وهنا تكمن قوة خفية وقاهرة بيد المظلوم لا يحس بها المجرمون إلا وقت الوقوع غرقا في جرف الدماء.
إنها قصة القاتل والمقتول حيث ينجوا المقتول ويسقط القاتل حاملا معه الوزر والعار وحيث يرتفع هابيل وينخفض قابيل رغما عن نزواته إلى قعر الندم والخزي دنيا وآخرة.
اغتيال بلال الميسري لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم ينتفض المجتمع ضد الجريمة والمجرم ويسمون الفاعل المعلوم باسمه، وما لم يتعاملوا معها كقتل لكل الناس ولكل عدن وكل الشعب، وما لم يقم المجتمع الدولي بواجبه الإنساني.
فهي عملية إرهابية ضمن سلسلة طويلة تمت وتتم وتستحق أن يقف أمامها المجتمع الدولي كما يقف أمام جرائم أقل وحشية ونراهم يقومون بإجراءات رادعة من تحقيقات دولية وعقوبات.
فمثل هذه الظروف التي اغتيل فيها بلال، والاغتيالات السابقة، لا يستقيم معها سوى التحقيقات ذات الطابع الدولي ومحاكمات وإجراءات رادعة ضد من يثبت تورطهم، إضافة إلى رفض شعبي وغضب لا يهدأ، الغضب سلاح الشعوب الفتاك ومن ورائه غضب الله من أجل المظلومين الغاضبين.
السكوت في مثل هذه الجرائم جريمة، والتغاضي عنها كيل بمكيالين يعرض سمعة المجتمع الدولي للسقوط، ويشير إلى فساد مخل في الضمير العالمي.