آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات محمد عيضة شبيبةلماذا أيلول؟

محمد عيضة شبيبة
محمد عيضة شبيبة
عدد المشاهدات : 1,555   
لماذا أيلول؟

لم تكن ثورة 26 سبتمبر ثورة ضد النظام الفاسد فقط، فما أكثر الأنظمة الفاسدة!

ولم تكن ثورة ضد النظام الدكتاتوري فقط، فما أكثر الأنظمة الدكتاتورية!

ولم تكن حتى ثورة جياع أو انتفاضة فقراء فقط، فما زال الفقر يأتي ويروح!

سبتمبر ثورة أعظم وأعمق وأوسع من هذا كله!

لقد كانت ثورة توحيد لأنها ثارت على سلالة شركية تريد أن تخرج اليمنيين من عبادة الله إلى عبادتها، ودعاء موتاها، والاعتصام بقبورها، والتعلق بخرافاتها، والاعتقاد في حروزها، وارتداء تعاويذها، وتقبيل ركبتها! والنذر لأئمتها، والإيمان بعصمة رموزها، وأن اليمني لن يدخل الجنة إلا بواسطتها!

وهل بعد هذا الشرك من شرك؟! وهل شعار الإسلام إلا كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم الفارسي: "جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد".

لقد كانت ثورة 26 سبتمبر ثورة كرامة لأنها ثارت على سلالة تحتقر اليمني، وتزدريه، وتزعم أنه دونها، وأن الله اصطفاها عليه في نسبها، وحسبها، وعقلها، ودينها، وإنما هو عبارة عن كائنٍ مسخر لها، خُلق لخدمتها، ويجب أن يبقى من شيعتها!

"إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، الناس لأدم وآدم من تراب".

لقد كانت ثورة 26 سبتمبر ثورة وطنية لأنها قاومت سلالة غازية قَدِمَت اليمن بالسيف، وسعت لحكمه بالغصب، وزحفت إلى كرسيه بالدم، وتعالت أن تنصهر في قوميته، أو أن تندمج في هويته، أو تنتمي إلى تربته، ولا زالت تشعل حروبها العنصرية التوسعية حتى اللحظة!

إن ثورة 26 سبتمبر أكبر من أن تكون ثورة خبز، أو انتفاضة بطون، ومن الظلم أن لا توضع هذه الثورة العظيمة في سياقها الذي قامت من أجله، إنها ثورة قامت للمحافظة على دين الشعب النقي من الخرافة والشرك.

قامت من أجل كرامة اليمني والتعامل معه كإنسان كرمه الله، فليس بمتاع لكاهنٍ، ولا مسخر لسلالة.

ثورة كانت ضرورية لأنها ثورة وجود وبقاء، ولا غرابة فحتى الحيوانات تنتفض لوجودها وتقاتل من أجل بقائها.

ثورة كانت ضرورية ولا بد لأنها قامت من أجل الكرامة، وهل يستسيغ الإنسان السوي أن يعيش بدون كرامة "ولقد كرمنا بني آدم".

إنها ثورة وطنية قاومت أطول احتلال وأبشع سلالة غازية!

ومن لم يفهمها في هذا السياق فقد ظلمها وظلم ثوارها.

عاش أيلول، ورحم الله شهداء وثوار أيلول، ورزقنا الصدق في السير على دربهم، لا نقبل الضيم، ولا نرضى بالدون.