بيان مشترك لـ 22 منظمة حقوقية يطالب بحماية حقوق الأطفال في اليمن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد 499 ضحية لألغام الحوثي خلال عام واحد المنتخب الوطني يبدأ معسكرا تدريبيا في ماليزيا الأمم المتحدة تؤكد: قطاع غزة صار مقبرة للأطفال تظاهرات لنصرة غزة وإشادة بموقف جنوب أفريقيا وقرار محكمة الجنايات وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية
يحلو للبعض تجميل وجه الاستعمار في جنوب اليمن، وتبني مشاريعه بما في ذلك مشروع الجنوب العربي.. وفي الحقيقة فإن الاستعمار البريطاني؛ إجرامي في أساليبه وأهدافه ومشاريعه منذ يومه الأول، ومنذ اجتياح عدن بالغدر والمكر والبطش، ومنذ دكت مدافع الكابتن هنس أسوار عدن، وقلاعها، وقتلت أهلها.. ودائما؛ ليس للاستعمار هدف سوى أطماعه ومصالح بلده الأم على حساب أوطان الآخرين ومصالحهم ومصائرهم.
مع مرور الزمن، وجد الاستعمار البريطاني من يتماهون مع مشاريعه، ويربط مصالحهم الشخصية الخاصة به، من خلال معاهدات وحمايات، وفتات من المخصصات المالية.. ويحدث هذا في كل زمان ومكان، ولم يَعدَم هتلر ونابليون، من يتماشى معهما، من أهل الأوطان التي احتلوها.
بالمقابل يظل رفض الأجنبي، عند أحرار الشعوب، هو القاعدة.. وطالما واجه أبناء الجنوب الأحرار جبروت الاستعمار وبطشه، ولم تمضِ سنة واحدة طيلة أكثر من قرن، دون مقاومة، على الرغم من فوارق القوة بين مواطنين يمنيين شبه عُزَّل، وأعتى إمبراطورية عالمية حينها، وكانت ردفان مثالا على تلك المقاومة التي لم تتوقف سنة واحدة، وفقا لحمزة علي لقمان في كتابه قبائل جنوب اليمن.
وخلافاً للنعومة الظاهرة الخادعة، فلم يكن الاستعمار متحضراً ولا رحيما باليمنيين، وكثيرا ما قصف قراهم بالطائرات، قبل اندلاع ثورة 14 أكتوبر بعقود؛ في العوالق وردفان ويافع وغيرها، ونسف مساكن مناوئيه، كما يفعل الحوثي المتخلف المجرم اليوم.
وكثيرا ما تعامل الضباط البريطانيون بإذلال وعجرفة مع الأهالي، لكن الأحرار واجهوا ذلك باعتزاز وإباء، وقد أردى الشيخ الشهيد محمد عواس، الضابط السياسي البريطاني الشهير ديفي قتيلا عندما تعمد إهانته. ومثله واجه الفقيه عبدالدايم الجيلي، الضابط السياسي المتجبر الآخر، الميجر سيجر.. هاتان الحادثتان وقعتا في الضالع، أرض الحميريين، وروح اليمن النابض بالبسالة والكبرياء.
استخدم الاستعمار البريطاني، كعادته، سياسة فرق تسد، في اليمن؛ وفيما أجج الصراعات والتنافر داخل الجنوب، فقد حرص أن يصنع من اليمن يمنات عديدة متنافرة.. وتحت ضغط المخاوف ومشاريع التوحيد القومي، تبنى الاستعمار بعد أكثر من مائة عام على الاحتلال، مشروع اتحاد الجنوب العربي، مع الحرص على سلخه عن اليمن ذاتاً وهويةً وكياناً.
لكن رد الأحرار كان مختلفاً وناجزاً؛ فجروا ثورة 14 أكتوبر، وقالوا هذه الأرض يمنية، وأقاموا دولة يمنية، نص دستورها أن الجنسية اليمنية واحدة، والأرض اليمنية واحدة، وسعت تلك الدولة الفتية للوحدة اليمنية حتى تحققت.. قال الرئيس علي ناصر محمد: وضعنا لثورتنا ثلاثة أهداف؛ تحرير الجنوب وتحقق، وحدة الجنوب وتحققت، وحدة اليمن وتحققت.. ويقول الرئيس علي ناصر ويكرر دائما ما معناه: لا ذنب للوحدة في فشل الفاشلين وفساد الفاسدين.. وهو على حق.
طوبى لأحرار اليمن في كل زمان ومكان.. ولا عزاء للأدعياء الذين يضرون باليمن، كياناً وكرامة ومكانة وحياة، وعلى رأسهم الحوثي.