في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي هيئة رئاسة مجلس النواب تناقش الترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس جهل فاضح واستغفال للرأي العام.. البنك المركزي يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج معسكر خارجي للمنتخب الوطني استعدادا لبطولة خليجي 26
سنوات من المعاناة المتراكمة والمتسلسلة والتغييب القسري يعيشها أربعة صحفيون من أبناء الجمهورية اليمنية، في سجون الحوثي الكارثية هم: عبدالخالق عمران، وأكرم الوليدي، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد.
هذه السجون ليس كمثلها سجون، يقيم على إدارتها أشخاص تشربوا ثقافة قائمة على الحقد والكراهية، يعتقدون أن إيذاءك وتعذيبك وقتلك فوزا وفلاحا، بل الأسوأ من ذلك أنهم يرون مهنتك خطرا تزلزل عروش أسيادهم وتقض مضاجعهم.
هذا وضع زملائنا الأربعة الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم صحفيون كانوا يوما ما يقومون بعملهم المهني فأخذتهم ميليشيات الحوثي إلى السجن وهاهم منذ أكثر من ستة أعوام ونصف في السجون.
بالأمس توفي والد الزميل عبدالخالق عمران، ولا شك أن هذه المصيبة طامة عظمى ستحل عليه وستضيف له حلقة جديدة من المعاناة والقهر والحزن والوجع.
أتمنى من كل شخص يضع نفسه مكان الزميل عبدالخالق عمران، بعد هذه السنوات من المعاناة والتعذيب والحرمان والقلق والشوق لأهله ووالده بالذات الذي لطالما كان كثير الذكر له ولطالما زفر بتنهدات الاشتياق له، يصله هذا النبأ الساحق لما تبقى من معنويات يتجاوز بها ضيق السجن.
اليوم يبقى السؤال: أين المدافعون عن حقوق الإنسان، حان وقتهم ليهتفوا بصوت واحد: أطلقوا سراح عبدالخالق وأكرم، حارث وتوفيق، كفاهم معاناة.
أين صحفيو العالم، ليعلنوا صوتهم وتضامنهم، أطلقوا سراح عبدالخالق وتوفيق وحارث، الذين مات آباؤهم وهم في السجون، رحل آباؤهم بأمنيات اللقاء والعناق لأبنائهم.
أين الصحفيون والحقوقيون، أفرادا ومنظمات، يعلنوا صوتهم الموحد أطلقوا سراح عبدالخالق وتوفيق وحارث، ليواسوا أمهاتهم اللاتي فقدن أزواجهن وهن يقفن كل هذه السنوات منتظرات فرحة خروج أولادهن، ويهتفوا بإطلاق سراح الزميل أكرم الوليدي ليواسي أمه، التي تكاد أن تفتك بها هشاشة العظام والسكري، وأمراض كثيرة، ويحظى بلقاء والده الذي أضناه سجن ولده وأنهكته الأمراض.
أعلنوها واهتفوا، أطلقوا سراح الزملاء قبل أن تستفحل أوجاعهم البدنية والنفسية أكثر، حان وقتكم لابد من صوت يصاحبه تحرك جاد لإطلاق سراح الزملاء.
إن لم تستيقظ الإنسانية ويقف المدافعون عن حقوق الإنسان في لحظات كهذه، فمتى تستيقظ؟
ستة أعوام ونصف كثيرة جدا على صحفيين، فمجرد حبس المعلومة عليه كصحفي أمر لا يطيقه، قد يغامر بحياته للحصول على المعلومة، فكيف بحبسه شخصيا؟
رسالة أخيرة، إلى الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، نقول لهم: لماذا لا يكون للأمم المتحدة موقف تجاه الصحفيين والضغط على الحوثيين لإطلاق سراحهم، إن لم يكن لكم موقف إنساني تجاه الزملاء، فمتى تتجلى إنسانيتكم؟!