في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي هيئة رئاسة مجلس النواب تناقش الترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس جهل فاضح واستغفال للرأي العام.. البنك المركزي يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج معسكر خارجي للمنتخب الوطني استعدادا لبطولة خليجي 26
ما هي المشكلة بالضبط، هل هي أزمة ثقافة ووعي، تستدعي استنهاض كل هذه التواريخ في المواجهة، هل نبحث عن تبرير لموقفنا من الحوثة ولصراعنا وحربنا ضدهم، ومن نستهدف بهذا التبرير؟
هل انقلب الحوثي، على الدولة بسبب اعتقاداته وإيمانه بأحقيته الإلهية في الحكم، وهل أخضع المناطق لسيطرته بقوة إيمانه بتلك التصورات الاصطفائية، وهل نخسر معاركنا ضده بسبب ما يعتقده من تفوق عرقي واختيار إلهي، وهل نرى الحرب ضده بحاجة لرايات ودعوات من أقاصي الزمن؟
هل نحتاج لنحارب الحوثيين، إلى تسخيف وتبخيس فكرة الدولة والجمهورية بالبحث عن حوامل بعيدة للصراع، وهل تنقصنا المبررات والدعاوى والأسباب كي نواصل الحرب لإسقاط الانقلاب واستعادة الوطن، ألا يبعثر هذا نضالنا ومقاومتنا، ألا يحدث انقسامات داخل الكتلة الوطنية المعنية بتركيز الجهد والطاقة في المواجهة؟
القضاء على العنصرية في الثقافة عمل مفتوح وممتد وقد يأخذ أزمنة، ونحن الآن في مواجهة هذا العنصري، الذي سلبنا الدولة بغض النظر عن دعاواه، فما هي أولوياتنا وخياراتنا؟
هل هي تفكيك فكرته العنصرية ومحاولة إقناعه بالرجوع عنها، وتوعية الناس الذين وجدوا أنفسهم تحت سيطرته، بأن هذا العنصري يريد أن يستعبدهم وأن يذلهم، وكما لو أنهم لا يعرفونه ولم يشهدوا فظاعاته، ولم يعانوا من جرائمه، أم يتحتم علينا التوجه لإسقاط الانقلاب واستعادة الجمهورية، وبناء الدولة الضامنة للحقوق والحريات؟
دولة المواطنة المتساوية والعدالة والشراكة الممثلة لليمنيين بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم وأفكارهم ومناطقهم، دولة المؤسسات المحكومة بالدستور والقانون والنظام، تلك الدولة التي من شأنها أن تجرم دستوريا وقانونيا التمييز العرقي والمذهبي والدعوات العنصرية بكل أشكالها، وتضمن تكافؤ الفرص وعدالة توزيع الثروة والقوة، إلى آخره.
هل نحن بحاجة إلى تشوهات إضافية، كي نحارب هذا التشوه المدجج بالسلاح والسلطة في الشمال أو الجنوب، إلى أين ستفضي بنا كل هذه الجلبة المثارة وهذه المناقرات الهوجاء وهذه النزعات المحتكرة للنضال، والتوجهات المؤسسة على الفرز المجتمعي الحاد؟
ما الفارق الذي تضيفه لنا في خضم هذه الحرب اللعينة، بعض كتابنا وباحثينا يصرون على جعل التاريخ ساحة حرب، تصرفنا عن حرب الساعة، وتبدد طاقاتنا في سجالات تنهينا ولا تنتهي؟
لدينا مشكلة في تصورنا لقضيتنا، إذ نبدو كما لو أننا غير قادرين بعد على تأطير صراعنا ضمن أبعاده الوطنية الصحيحة، ولذا نذهب بعيدا في استدعاء الماضي وإيقاظ الموتى، تاركين لخصومنا فرض منطقهم وتوجهاتهم وعصبيتهم علينا، فإذا بنا نحارب ضد أزمنة بالية ونخوض صراعات رثة لا تفضي بنا إلى حيث نريد.
صنع الحوثيون انحطاطهم، وفرضوا علينا للأسف صورتهم ومنطقهم وخطاباتهم وسجالاتهم، ونجحوا في تعميم بشاعاتهم، وتفجير الوعي والروح والوجدانات، وسمموا الذائقة الخاصة والعامة وشغلونا بملاحقة الترهات.
صخب وجنون وهستيريا ونزق متبادل، وضجيج باعث على الدوار واستعراضات كلامية لا تهدأ، لكأنهم قادونا إلى مقلب كبير وشغلونا بالنبش فيه ليل نهار، وكأنما فقدنا تماما نموذجنا الخاص وضيعنا صورتنا وخطابنا وحكمتنا وفطنتنا في إدارة الصراع، وكما لو أنهم صيرونا مثلهم في كثير مما نسمع ونشاهد.
أنا يمني وبس.