تعز ومأرب.. مظاهرات لنصرة غزة ومطالبة العالم بوقف حرب الإبادة ومحاسبة قادة الاحتلال وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية العرادة يطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعادة تقييم مواقفهم من مليشيا الحوثي اتفاقية لتنظيم نقل البضائع بين اليمن والدول العربية وزير الدفاع: مليشيا الحوثي تنشط في تهريب الحشيش والمخدرات اليمن يكسب طاجيكستان في كأس ديفيز للتنس ترحيب فلسطيني بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية
يزعم لصوص بني هاشم، أو يسوّقون وهْمَ علاقةٍ تاريخية بين قبيلة همدان بن زيد، وبين من يزعمون أنه جدهم "علي بن أبي طالب"، ويبنون على هذه الأكذوبة مبررا ووسيلة لفتح علاقة مع الأئمة الغزاة.
التغرير والدجل والكذب أصبح دينا وملة لدى هؤلاء القوم، وليس غريبا عليهم، لكن هذه كذبة تحتاج إلى دحض وكشف للزيف وهناك عدة شواهد تنقضه:
أولا: الزعم بأن قبيلة همدان بن زيد أسلمت على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هو كذب وافتراء، فلا علاقة لعلي بن أبي طالب بإسلام اليمنيين جميعا، لا همدان ولا غيرها، علي جاء في العام العاشر للهجرة إلى أطراف نجران ليجمع الزكاة فقط ولم يكن فاتحا ولا قائد جيش، لأن اليمنيين كانوا أساسا قد أسلموا في العام السابع والعام الثامن للهجرة.
في نجران تسكن قبيلة يام، وهي من فروع قبيلة همدان، وربما مرّ عليها علي كغيرها من قبائل قحطان في نجران، لكن بني هاشم بعد ذلك زعموا أن عليا زار همدان كلها وأسلمت كلها على يده في يوم واحد، وهو أبشع الكذب، فحتى لو امتلك كل وسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية ومواقع التواصل الحديثة ما استطاع أن يصل لسكان هذه المسافة المترامية في يوم ولا حتى شهر.
زعموا كذبا أن علياً وصل إلى صنعاء، وهو لم يدخلها مطلقا، وأساسا صنعاء عبر التاريخ المتعاقب ليست جزءاً من قبيلة همدان أو ضمن أراضيها، بل هي عاصمة للبلاد وتحيط بها قبائل همدانية وسبئية وحميرية.
في سياق هذه الأكذوبة مضى بنو هاشم أكثر فنسبوا لعلي بن أبي طالب أبياتاً من شعر ركيك المعنى والمبنى، يزعمون أن علياً قاله في مدح قبيلة همدان.
الحقيقة الفاضحة أن كل مراجع الشيعة أنفسهم تؤكد أن علياً لم يكن شاعراً من حيث الأساس وكل ما نسب إليه من شعر ركيك أتى في سياق الاستثمار الهاشمي للإسلام ومتاجرتهم بعلي والنبوة والدين في سوق النخاسة السياسية.
الشعر الذي يتمنى فيه عليٌّ أن يكون بواباً وشاويش على الجنة لكي يجامل همدان ويدخلهم إليها هو من أسخف الأقوال عن الجنة وعن عدل الله، وهو إهانة للجنة ولهمدان، ولعلي ذاته.
في حروب السلطة بين جناحي قريش "الهاشميين والأمويين"، قاتل فرسان همدان كغيرهم من فرسان اليمن –للأسف- مع طرفي الفتنة، ولم ينحازوا لطرف بعينه فكان منهم قادة وجند في الكوفة وفي الشام ولاحقا في بغداد في بدايات العهد العباسي، وكان منهم أيضا كثير انحازوا للخوارج الذين تمردوا وثاروا ضد علي، وانشقوا عنه، وللعلم فالخوارج في أغلبهم كانوا يمانية وكانوا على مستوى كبير من التدين وقاتلوا علياً قتالاً شديداً حتى اغتاله أحدهم بعد أن كانوا قوة جيشه الضاربة.
يمعن الهاشميون في الكذب واستغفال التاريخ، فيقولون لاحقا إن مجيء الدجال "الرسي" إلى اليمن كان بناء على علاقة همدان المكذوبة بعلي، لكن الواقع يقول إن يحيى الرسي، جاء إلى اليمن واختار مناطق من بلاد خولان بن عامر، وهي ليست همدانية، وتمكن من خولان بالخديعة وبالقسر، مستعينا بكتائب الغزاة الطبريين، أما قبائل همدان فقد خاضت معه حروبا عنيفة أنتجت مجازر بشعة ولم ينل في أرضها راحة وظلت تطارده وتحالفت ضده كثير من قبائلها حتى مع الإسماعيلية الذين كان يقودهم علي بن الفضل وابن حوشب.
تحت مسمى حب همدان لـ"آل البيت"، كذبوا كثيرا وغرروا بقبائل همدان الكهلانية الباسلة في حماية أطماعهم القذرة، لكن رغم ذلك فالتاريخ يشهد أن أكثر الانتفاضات والتمردات ضد الأئمة كانت من قبائل همدان أو على أراضيها ويكفي الإشارة لمجازر السفاح عبدالله بن حمزة، بحق المطرفية في قاع البون وسناع وعدن لاعة.
رؤوس كثير من الأئمة احتزتها سيوف همدانية شامخة، وقد أدرك أبناء طباطبا أن الخداع والتضليل هو الضامن الوحيد لاستفادتهم من شجاعة ونخوة قبائل همدان، ولذلك عمدوا بكل جهد لتجهيلهم وحجب عقولهم عن نور المعرفة.
وحين كانت تتاح فرص التعليم للبعض منهم، شهدنا نسخا من الحسن بن يعقوب الهمداني والأكوع الحوالي والزبيري والثلايا وجزيلان والسلال وهادي عيسى واللقية، وكثير غيرهم عرفوا النور وأوجعوا الغزاة.
على قبائل همدان أن تدرك هذه الحقيقة جيدا وتدوس بأقدامها على كل خرافات وقداسات بني هاشم، وأن تثأر لكرامتها وتغسل العار الذي لحقها بسبب هذه المرويات الكاذبة.
لم تتضرر قبيلة يمنية من إسلام بني هاشم العنصري المدنس مثلما تضررت همدان بن زيد، وواجبها اليوم أن تثور مرتين، مرة لليمن مع بقية اليمنيين، ومرة لكرامتها التي تعرضت للتشويه.
قبل أن يتمكن أحفاد الرسي، من تفكيك المجتمع اليمني، كان هناك قبيلة واحدة متجانسة اسمها همدان، وبعد أن جاءوا مزقوها وأشعلوا بين فروعها الحرائق والفتن وأصبح الأئمة يتلذذون بمشهد جديد اسمه "حاشد وبكيل"، وأصبحت مضرب المثل في الخصومة الفاجرة حتى يقال عن حال الخصوم: "بينهم من الخصومة مثلما بين حاشد وبكيل"!
لقد آن الوقت لهمدان أن تثور وأن ترفع عن كاهلها الرق والاستغفال، وتوجه سهامها في صدور الغزاة الذين ألحقوا بهمدان وبكل اليمن، العار والذل والمهانة، وما قيل عن همدان بن زيد الكهلانية، يقال لخولان بن عامر الحميرية ومثله أيضا.
أراهن على ثورة همدانية وخولانية حميرية عارمة من شأنها أن تعيد إلى اليمن أمجادها ومفتاحها المعرفة وكشف أكاذيب الغزاة، بل أرقب بوادرها.