آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عدنان الجبرنيعن العرض العسكري في مأرب

عدنان الجبرني
عدنان الجبرني
عدد المشاهدات : 2,011   
عن العرض العسكري في مأرب

نظّم الجيش، عرضا عسكريا كبيراً في مأرب. هذا هو العرض الأكبر منذ عام 2018، وله دلالات مهمة سأتناول سياقها هنا، ويعكس حالة تعافي بعد ثلاث سنوات خاض الجيش معارك قاسيةً خلالها "تَكسّرت النّصال على النّصال" وبإمكانات محدودة، وسكب دماء عزيزة من وريد اليمن وخيرة رجالها وشبابها.

خلال عامي 2020 – 2021، حرص الحوثي على تطوير زخم الهجوم على مأرب بشكل متصل وعدم ترك أي فرصة للجيش والمقاومة لإعادة ترتيب القوة واستعادة جاهزيتها، للعودة لوضع تولّي زمام المبادرة الذي كان، قبل الركود الذي نشأ أواخر 2017، بسبب اضطراب الدولة وعاصمتها ووضع الحكومة، وحلفاء المعركة أيضاً.

ومنذ ما بعد سقوط "نهم" مطلع 2020، صمّم الجيش مسارين بنفس الوقت، المواجهة بكل ما أمكن لامتصاص الاندفاعة الحوثية وكسرها. وكذلك، إصلاح أدوات المعركة وتطوير الوسائل والتكتيكات، والبناء النوعي، الذي يضمن التحول إلى الهجوم بفاعلية.

أواخر العام الماضي، كان الجيش قد نجح بعد مكابدة مريرة، في التحول الجزئي من الدفاع وبدأ يشن هجمات مضادة. وهنا فقد الحوثي نقطة التفوق، وبفضل الاستبسال في معارك الدفاع وإسناد طيران التحالف، تعرض الحوثي لخسائر قاسية، ثم عزز الموقف دخول العمالقة على الخط في بيحان وحريب.

التقط الحوثي مؤشرات التحول مُنهكاً، ووافق على الهدنة الأممية مطلع أبريل، وخلال الشهرين الماضيين، واصل الجيش خطته التي كثفها منذ بداية العام الحالي، في استكمال المراجعات وبناء المسارات القتالية النوعية، وتشكيل الفرق المتخصصة.

خلال سنوات الحرب، كان مستوى بسالة وبطولة وصمود منتسبي الجيش والمقاومة أسطوريا ومذهلا - فشلنا جميعا في تغطيته ونقل تلك الملاحم الأسطورية وذاك الجلَد والبأس للناس- وكان هناك إسناد مجتمعي قوي في مأرب قيادة وقبيلة، ونازحين، وتعاطف شعبي من كل اليمنيين الأحرار.

ولذلك، فإن هذا العرض له أهميته. إنه تعافي الجيش، واستعداداته؛ لأيام ومعارك لن تكون هيّنة، وتتطلب زخما أكبر واهتماما حكوميا أكبر بكثير، وهو المتوقع خاصة مع إنهاء حالة الانقسام وانخراط جميع الفاعلين في المرحلة الجديدة وما تقتضيه مواجهة المليشيا الحوثية.