وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية العرادة يطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعادة تقييم مواقفهم من مليشيا الحوثي اتفاقية لتنظيم نقل البضائع بين اليمن والدول العربية وزير الدفاع: مليشيا الحوثي تنشط في تهريب الحشيش والمخدرات اليمن يكسب طاجيكستان في كأس ديفيز للتنس ترحيب فلسطيني بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية وقفة في مارب تضامنا مع غزة وتنديدا باستمرار جرائم الاحتلال
السرديات التي تختزل الذاكرة الجمعية لليمنيين إلى مجرد جزر متناثرة ومتنافرة في توجهاتها وأهدافها ومواقفها من الحراك السياسي والعسكري، والذي يكتنف المشهد اليمني الحالي وقد كانت أبرز تجلياته في أحداث شبوة وأبين، وهي تساهم في تقرير خاطئ وبالتالي في تقدير مواقف اللاعبين الإقليميين وقد رأينا كيف أنّها أفضت وتفضي باستمرار إلى حسابات خاطئة وإلى قرارات كارثية.
تلك السرديات التي تختزل المشهد اليمني في شخص التجمع اليمني للإصلاح باعتباره وفق تلك التقديرات الخاطئة الحامل الحصري للمشروع الوطني والمدافع عن تلك الأغلبية الصامتة التي أفرزت شرعية وسلطة ما بعد ثورة فبراير 2011، والتي جاءت التدخلات الإقليمية والدولية لتصيبها في مقتل أو هكذا يخيّل لها.
إنّ الكيانات السلطوية التي تسعى للاستحواذ على مصادر الثروات والنفوذ ضاربة بعرض الحائط مصائر الشعوب ومصادرة لحقها في تقرير المصير، تلك الكيانات عادة تتمركز ذاكرتها الجمعية ورؤاها الإستراتيجية حول السلطة والثروة ولا تحفل بالجماهير، بل توظف البعض منهم خوفا ورغبا وفي أفضل الأحوال بنادق للإيجار، لكنّها لا تعتبرهم مصدرا للحقيقة ولا للشرعية كما أنّهم لا يملكون في نظرها أية حقوق للمواطنة.
ومن دروس التاريخ نتعلّم أنّه في لحظة تاريخية فارقة عندما ينضج المخزون النفسي للجماهير ويصبح قادرا على الفعل والانفجار تبدأ الكتلة الحرجة للأغلبية الصامتة بالتحرك والتدحرج صانعة الدوي المطلوب للتغيير حينما تهتز موازين القوى وتضطرب على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حيث سيجد المشروع الوطني وحملته ومناصريه فراغا استراتيجيا يسمح لهم أولا بالتموقع في الأزمنة والأمكنة المناسبة ثم التمدد حينما تتشقّق الجدران المحلية والإقليمية والدولية.
هذه المعادلة ضرورية لفهم مآلات الأحداث وسنن التغيير، فالتدافع على المستوى الإقليمي والدولي بين القوى المتنافرة والمتنافسة في محيطنا وعلى ثرواتنا قد بدأ بالفعل "حرب أوكرانيا نموذجا"، و"مشروع الحزام والطريق للصين نموذجا آخر"، واختلال موازين القوى وتيارات الفعل الاستراتيجي ظاهرة للعيان، وكلها عوامل مهمّة في التمهيد للتمكين لحملة المشروع الوطني في اليمن، والسؤال اليوم هل امتلكت القوى الوطنية في اليمن الوعي المطلوب لالتقاط تلك الإشارات للبدء بالفعل لمليء تلك الفراغات الإستراتيجية؟