في أول خطاب له موجه للشعب اليمني بعد الانقلاب عليه ومغادرته الى عدن، تحدث عبدربه منصور هادي كرئيس لليمن:
وجه خطابه للشعب اليمني بلسان الرئيس الشرعي له. وأدان التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مسجدي بدر والحشوش في صنعاء، وطالب قوات الأمن والجيش بالتمسك بالشرعية الدستورية، واعتبرها صمام أمان الوحدة الوطنية ودرع اليمن أمام كل المخاطر والتهديدات، وقال إنه سيعود لصنعاء بعد زوال الأسباب والظروف التي أدت الى مغادرته لها. ما هي هذه الأسباب والظروف التي يجب زوالها من صنعاء حتى يعود اليها؟
وضع هادي في خطابه خمسة مطالب، وهذه المطالب توضح الأسباب والظروف التي أدت الى مغادرته صنعاء وطالب بزوالها:
1- انسحاب ميليشيات الحوثي من كافة مؤسسات الدولة،
2- انسحاب ميليشيات الحوثي من العاصمة وكافة المدن الأخرى،
3- إعادة الأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش،
4- تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن،
5- الالتزام بالمبادرة الخليجية.
خطاب هادي جيد إذ تحدث فيه كرئيس لكل اليمن واليمنيين بعد كل ماحدث، لكنْ ماذا عن أدائه؟ هل يتصرف كرئيس؟
لم يتصرف هادي كرئيس حين كان في صنعاء، وهو لا يتصرف الآن كرئيس بعد مغادرته لها ووصوله عدن. وهذا أمر قد يعذره البعض عليه بحجة أنه ليس لديه جيش ولا دولة. لكنه يظل بحاجة لبعض المصداقية، خطابه الجيد بحاجة لأي خطوات منه على الأرض تحمل أي قدر من معنى كلمة "جيد"، بل تحمل أي قدر من الوطنية التي حملها خطابه.
انظروا مثلاً:
المطالب الخمسة التي حملها خطابه مطالب جيدة يتفق عليها كثيرون في الشمال والجنوب بصرف النظر عن ملاحظاتنا على المبادرة الخليجية مثلاً أو حتى قرارات مجلس الأمن. لكن خذوا المطالب الثلاثة الأولى مثلاً: انسحاب الميليشيات من مؤسسات الدولة والعاصمة والمدن وتسليم الأسلحة المنهوبة لديها من معسكرات الجيش، هذه مطالب جيدة ووطنية ومن الطبيعي أن تصدر من رجل يعد رئيس دولة.
لكنّ المشكلة أين؟
1- هادي الذي يطالب ميليشيات الحوثي بالانسحاب من مؤسسات الدولة في صنعاء أعطى الضوء الأخضر لميليشياته هو باحتلال الكثير من مؤسسات الدولة في عدن.
2- هادي الذي يطالب ميليشيات الحوثي بالانسحاب من العاصمة صنعاء وكافة المدن أعطى الضوء الأخضر لميليشياته هو بالانتشار في عدن ويعمل الآن على نشرها في بقية المدن الجنوبية.
3- هادي الذي يطالب ميليشيات الحوثي باعادة الأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش أعطى الضوء الأخضر لميليشياته هو باقتحام المعسكرات ونهب أسلحتها.
خطاب هادي المسجل، والذي بثته الجزيرة والعربية منذ قليل، كان جيداً بالفعل باستثناء إشارته العارضة لـ"الإثنى عشرية" والتي لم يكن هناك لزوم لها وباستثناء أمر آخر أكثر أهمية وهو أن: أداءه ليس جيداً بالمرة ولا متسقاً على الإطلاق مع خطابه.
عن صفحة الكاتب على الفيسبوك