آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات علي الفقيه"يحيى الضوحا"

علي الفقيه
علي الفقيه
عدد المشاهدات : 1,569   
"يحيى الضوحا"

"يحيى الضوحا" لا يزال في سجون الحوثيين منذ حوالي أربع سنوات، لا هو يعرف لماذا ولا هم يعرفون أيضاً.. لا شيء سوى عنجهية القوي على مواطن ضعيف لا ذنب له سوى فائض نقاء وطيبة كانت هي السمة التي يعرفه بها كل أبناء منطقته.

قال الحوثيون إنه إصلاحي وذلك يعني في قاموسهم إنه يساند "العدوان".. لا عدوان في قريتي سوى مجموعة مسلحة هبطت عليها ليقولوا للناس إنهم "أنصار الله" وشرعوا في توزيع أبناء الفلاحين على السجون والجبهات والمقابر.

يحيى مدرس قرآن كريم ويؤم الناس للصلاة معظم الوقت في المسجد الرئيسي بمركز مديرية بلاد الطعام، بمحافظة ريمة.. وإلى جانب ذلك فهو فلاح أصيل يخضب يده بالتربة كل يوم، يأكل من خير الأرض ويعول أسرته من عرق جبينه.

صار كثير من أصهاره وجيرانه ضمن العكفة التي تعمل لصالح الحوثيين ومع ذلك تركوه يعاني كربة السجن وقهر السجان، دون ذنب، وهم يعلمون ذلك يقيناً بما فيهم صهره الشيخ الذي منحه الحوثيون منصباً وهمياً، وسلبوه حب الناس، محاولين الاستفادة منه لحشد مقاتلين لم يعد يجد منهم الكثير.

كبر ولده محمد وكان يخطط لأن يحتفل به عريساً، لكن محمد احتفل بزفافه دون أن يشاركه أبوه الفرحة، وبعدها بفترة وجيزة مات محمد فجأة دون أن يشيعه أبوه أو يلقي عليه النظرة الأخيرة.

أعلم يا أستاذ يحيى أنه مات جزء منك حين بلغك خبر وفاة نجلك الأكبر محمد، وأنت في السجن، لكني أعلم مدى إيمانك وقوة علاقتك بربك الذي يؤنسك في وحشتك ويملأ قلبك طمأنينة وسكينة.

لا زلت أتذكر وأنت تعلمني، مع مجموعة من الفتية أحكام التجويد وتشرح لنا المعاني العظيمة لسورة النبأ بمحبة وإخلاص وكأنك تتبتل في المحراب.

يا يحيى أنت اليمني النقي في زمن سادت فيه مليشيا طائفية لا تجدي معها سوى لغة القوة.. ليس لك قبيلة لتنصرك ولا جغرافيا تكترث بها المليشيا لتسارع في التعبير عن تسامحها تجاهك.

ليمنحك الله السكينة، ويقوي عائلتك وعائلات كل المختطفين لتواجه هذه المحنة التي لا يبدو أن نهايتها قريبة.