آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات محمد الغابريإعادة الاعتبار للإسلام

محمد الغابري
محمد الغابري
عدد المشاهدات : 2,274   
إعادة الاعتبار للإسلام

الإسلام رسالة إلهية لم تمنح امتيازات لعرق أو فئة، لابد من إعادة الاعتبار للإسلام، ومن ثم إعادة الاعتبار للإنسان.
على الرغم من صرامة الإسلام في بيان، أن الناس سواسية، ابتداء من أن الله تعالى خلقهم من طين ومن نفس واحدة، وجعل منها زوجها، مرورا بطريقة التناسل، ونفخ فيهم من روحه، وجعل لهم سمعا وأبصارا وأفئدة، إلا أن هناك من يرغمه على أن يكون بشريا عرقيا فئويا.
يقول الله تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه وبداء خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون".
1- تلك الآيات البينات، لا تدع مجالا أبدا لتمييز عرق أو فئة من الناس، فالله تعالى خلق الإنسان كل الإنسان من طين.
2- ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، لا فرق بين مؤمن وكافر ولا بين أسود وأبيض ولا بين لسان ولسان، ولا بين مكان وآخر، كلهم هكذا خلقوا ومن سلالة من ماء مهين.
3- ثم سواه ونفخ فيه من روحه، كل البشرية سواهم ربهم ونفخ فيهم من روحه، هذه الروح التي جعلت من هذا المخلوق متميزا، عامة للإنسان كل الإنسان.
4- وجعل للناس جميعا سمعا وأبصارا وأفئدة، لا يوجد أي فرق لم يخص عرقا أو فئة بأفئدة دون الآخرين، كما لم ينفخ في بعض من روحه دون الآخرين.
5- تلك الآيات البينات تقول للإنسان إياك أن تكون تابعا لأمثالك من البشر، فلم نزد أناسا ليكونوا متبوعين، ولم ننقص آخرين ليكونوا أتباعا.
6- الاستثناء الوحيد إتباع الرسل لأنه يوحى إليهم، وإلا فإنهم بشر ويظلون بشرا، "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد"، إنما أنا بشر مثلكم وكل الناس بشر مثلكم لا يوحى إليهم فلا إتباع لبشر لا يوحى إليه، والرسالة تدعو إلى عبادة إله واحد، وليس لتأليه الرسول أو جعله ربا من دون الله.
7- وقع المسلمون في النظر إلى الإسلام كما لو أنه إنتاج بشري، ولم يستسيغوا خلوه الكامل من التمييز، ونجحت الجاهلية في تسييد أعراق باسم الإسلام وتحويله من رسالة إلهية، إسلام ومسلمين، إلى قرشية وهاشمية، ثم علوية فاطمة.
تعظيم فئتين هما الأمراء والعلماء ومنحهم امتيازات، وقداسة باسم المسلمين، والوقوع في إتباع اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
8- جاء الإسلام ببيان شاف أن الحق مستقل عن الأشخاص وأنه لا يوجد أناس عندهم الحق مطلقا، وأن التسليم والإتباع للحق وليس من يظهره ويبينه، وأن التسليم للعلم وليس للعالم، الحق والعلم ثابتان أما الأشخاص فإنهم متغيرون.
9- الشيعة استبدلوا الإسلام وأنتجوا دينا وضعيا، وصلوا إلى منح عرق الإلوهية والربوبية والفوقية حتى على الله تعالى "وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين"، بالزعم أن الله تعالى فوضهم بشئون الخلق، وخولهم صلاحيات التحريم والتحليل، ولا يقبل عمل إلا ممن تولاهم، وفي الآخرة لا يدخل الجنة أحد إلا بكتاب منهم، أما هم فلا يسألون عما يعملون، وذلك يجعل منهم عبارة عن كتل من الإجرام.
والسنة جعلوا للملوك "والعلماء" قداسة وامتيازات مناقضة للإسلام، مناهضة له، تحت عناوين يجب طاعة الإمام ولي الأمر وان كان فاسقا فاجرا، ولحوم العلماء مسمومة، ولا يقرون بأن المسلمين في التكاليف الشرعية سواء، ولا يقرون بأن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم سواء، ولا يسلمون بآية الافتتاح من سورة النساء "الذي خلقكم من نفس واحدة"، ولا بآية الحجرات "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى".