آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات خالد حيدانلم يعد مقبولا عرقلة اتفاق الرياض

خالد حيدان
خالد حيدان
عدد المشاهدات : 1,272   
لم يعد مقبولا عرقلة اتفاق الرياض
 

نجح الأشقاء في الرياض في إعادة اتفاق الرياض إلى مسار التطبيق والتنفيذ بخارطة طريق جديدة للتسريع بإنجاز مراحل التطبيق كمصفوفة واحدة.
صدرت قرارات رئيس الجمهورية بالتعيينات وفقا للشق السياسي من الاتفاق، وعاد الارتياح للشارع السياسي في المناطق المحررة ليتوقف توجيه البندقية بين أطراف الشرعية، ليعاد التوجيه نحو العدو الوحيد لليمنيين اليوم وهم الانقلابيون.
نحن اليوم على أعتاب التنفيذ للمصفوفة الثانية من التنفيذ لخارطة الطريق، وتشمل الشقين العسكري والأمني وسحب القوات من العاصمة عدن، وكذا إعلان قوام حكومة معين الثانية والتي ستضم عناصر من المكونات الجنوبية المختلفة.
لاشك أن هناك معوقات وتحديات، وهناك من لم يعجبه ذلك الوفاق وما خرج به من نتائج، وما إن نقترب قليلا من تنفيذ الشق العسكري والأمني وفقا لاتفاق الرياض حتى نبدأ في دوامة اللف والدوران والتحايل والتهرب من التطبيق.
ملامح التلكؤ في التطبيق نقرأها من خلال الاشتباكات المتقطعة في الطرية والشيخ سالم، نقرأها في عدم استيعاب البعض أن اللواء شلال لم يعد مديرا لأمن عدن.
تم تزمين مصفوفة تسريع الاتفاق بشهر في مرحلته المهمة، ونحن اليوم قد أكملنا ثلث الفترة المتاحة وما يزال أمامنا الكثير لننجزه.
يباشر رئيس الحكومة مهامه في تشكيل حكومته لنيل الثقة، وأدى محافظ عدن اليمين الدستورية لتبدأ مهامه كمحافظ جديد للعاصمة عدن، وسيباشر مدير الأمن مهامه.
ويبقى أن نرى من الانتقالي عودة صادقة لأحضان الشرعية وتراجع عن إجراءات الانقلاب سواء في عدن أو سقطرى.
الكثير ينظرون بتشاؤم من مواقف المجلس الانتقالي واستجابته لمتطلبات المرحلة الجديدة نظرا للتباينات الكبيرة التي تعصف بكيانه ومكوناته المختلفة.
المتسبب في العرقلة اليوم سيكون في مواجهة مع المجتمع الدولي والإقليمي، وليس فقط مع الرياض.
على أتباع المجلس الانتقالي أن يدركوا أن هناك رئيسا شرعيا اجتمع عليه اليمنيون، وحصل على تأييد المحيط الإقليمي والدولي وهناك برلمان شرعي وأيضا حكومة شرعية، وجاء التحالف العربي منذ خمسة أعوام ليكون عونا لتلك الشرعية وإعادتها لإدارة شؤون البلد بعد القضاء على الانقلابيين.
وما رأيناه بعد خمس سنوات، كيف نشأت جماعة انقلابية أخرى جنوبا وبرعاية من إحدى دول التحالف، وكيف تم تسليحهم وتمكينهم، والإغداق عليهم بالمال والعتاد ليكونوا في الطرف الآخر مناوئة للشرعية الدستورية.
لن يكون مقبولا، ولم يعد لذلك المشروع وجود وقابلية حضور، هذه هي الحقيقة التي يجب على الانتقالي المدعوم إماراتيا أن يواجه بها جماهيره، لم يعد للشعارات حضور في ظل تنفيذ اتفاق الرياض.
رأينا كيف خرج الطرفان الموقعان على اتفاق الرياض وهما يعددان مميزات انتصارهم، وأن الاتفاق جاء لصالحهم، وقبل الشعب اليمني بالاتفاق كونه يهدف لحقن دماء اليمنيين حتى ولو كان في ذلك بعض التنازلات، كإعطاء تلك المليشيات الانقلابية مكانة أكبر من حجمها.
لم يعد ممكنا أو مقبولا للانتقالي أن يحافظ على مكتسباته، وفي نفس الوقت يريد الاستمرار والإبقاء على سيطرته على العاصمة، خوفا من أن تذوب في جسد الشرعية وتفقد حاضنتها الجماهيرية التي خسرت جزء كبيرا منها خلال أداءها الماضي.
فالمليشيات الانتقالية فقط أرادت أن يكون الاتفاق ضمانا لعدم هجوم جيش الشرعية عليها كما حدث من سابق، وأيضا أرادوا الاستفادة من الاتفاق لينالوا شرعية في التمثيل والحضور والتخاطب مع المجتمع الإقليمي والدولي وهو ما كان.
اليوم نتطلع لتنفيذ الاتفاق، نريد أن ينعكس الاتفاق إيجابيا على أبناء العاصمة عدن في مختلف جوانب حياتهم المعيشية، بعد أن أضحت عدن مدينة أشباح غابت عنها الدولة.
يبدو أن الشرعية الدستورية أخيرا قررت أن تتجه بعيدا عن طول النفس التي يتمتع بها ضامن الاتفاق وقررت إما تنفيذ اتفاق الرياض بالسلم والتوافق، وإما التوجه نحو الإلزام للتنفيذ بطرق أخرى، إنقاذا للعاصمة مما وصلت إليه.
نرى كيف سيتحرك الأشقاء بقوة من جديد لتحريك المياه الراكدة، وإعادة عربة الاتفاق في مساره الصحيح، وها هي مليشيات الانتقالي تقر بتهربها عن التنفيذ في الفترة الماضية وتقرر القبول بمصفوفة التسريع لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما يجنبها ويلات الحرب والصدام، ودخول الجيش إلى عدن عنوة.
الجميع ينشد السلام، والوطن يسع الجميع، ولكن لا ينبغي أن يترك لأحد أن يعبث بعدن وأمنها وسكينتها دون أن تتدخل الشرعية الدستورية لتصحيح الاختلال.
ننتظر الإجراءات التي ستتم في قادم الأيام، ويحذونا الأمل أن يسير الجميع بسفينة اليمن نحو مرفأ آمن.. سنرى.