آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات يحيى الثلاياشيعوه حرا وافي حسابه

يحيى الثلايا
يحيى الثلايا
عدد المشاهدات : 1,608   
شيعوه حرا وافي حسابه

وإن قد الدنيا وَفَتْني حسابي
شيعوني حُرّ وافي حسابه
خرجت مأرب والدنيا كلها تشيعك يا عم ربيش إلى مقبرة الشهداء جوار أطهر رجالات اليمن.
شيعناك اليوم حرا يمانيا شهيدا في الخالدين بعد أن استوفيت كل شروط البطولة والمجد واخترت لنفسك مجدا واحتجزت في صفحات التاريخ مساحة قلّ أن يحوزها الرجال.
الشيخ ربيش بن علي وهبان العليي، أبرز شخصية اجتماعية عرفتها اليمن يموت شهيدا في ساحات المعارك منذ محمد محمود الزبيري وأحمد عبدربه العواضي، على أن الأخيرين بجلالة قدرهما وعظيم بطولتهما استشهدا خارج ساحات المعركة المباشرة.
ربيش العليي، الشيخ والمناضل والقائد والفارس المهاب، قصة مجد وصفحات بطولة وتقاسيم شموخ برحيله اهتزت اليمن وتهاوى باستشهاده ركن من أركانها وقلاعها المنيعة.
ربيش بن علي وهبان، سليل الأسرة المجيدة وشيخ القبيلة المقدام ورجل السياسة والإصلاح الأبرز والمتمكن الوفي والقائد العسكري المحترف، هو نجل شيخ الحيمتين المهاب علي وهبان العليي وكيل لواء حجة وعضو مجلس النواب الراحل، لكن ربيش تخطت مكانته وحضوره وكاريزميته الراحلين والأحياء ليصبح واحدا من أبرز أقيال اليمن وشيوخ القبيلة الكبار، ومن تشرف بمعرفة الشيخ ربيش يدرك أي حصن منيع انهارت أسواره.
استشهاد ربيش هو الحدث الصاعق الذي لم يستوعب الأغلب معناه حتى اللحظة، حتى خصومه وقاتليه هالهم الخبر وأرعبهم النبأ، فسارعوا لمحاولة للتنصل عن جريمة مقتله، لقد أفزعهم وأرعبهم أن يكون لقضيتنا العادلة فرسان فداء بحجم الشيخ ربيش بن علي وهبان.
جمهوري حد الثمالة، يماني أصيل كأصالة أعمدة عرش مملكة سبأ، جبل شامخ وقامة فارعة كلها حرية وقيم نبيلة تتحرك على الأرض ويمشي بين الناس، ذلك هو شيخنا الشهيد.
قابلته للمرة الأولى عام 2004، وربيش من النوع الذي يجبرك على محبته وعدم نسيانه منذ أول لقاء، لكني منذ 2015م جاورته وعاشرته عن قرب ورافقته في سفر وحضر وعرفت أي نوع نادر من الرجال كان ابن علي وهبان.
كنا ذات نهار رمضاني في مكة المكرمة نشاركه دفن نجله الشاب صادق إثر وفاته بحادث مروري، كان يتجاسر على الدمع والألم شامخا كالطود، رغم وجعه في صادق وكنا نتجاسر به في الفاجعة وهو المكلوم وصاحب العزاء، لكننا اليوم لم نمتلك من يمنحنا المواساة ونحن نودع ربيش إلى مرقده الأخير.
رحمك الله أيها الشيخ الجليل، خالص العزاء لبنيك الكرام النجباء مطيع وناصر ونزيه وعبدالإله وأسامة ولإخوانك وكل أفراد أسرتك الكريمة، لإخوانك من أبناء التجمع اليمني للإصلاح ولرفاق سلاحك أبطال الجيش والمقاومة الشعبية ولقبائل الحيمتين، ولكل حر في هذه الدنيا التي نعتك اليوم كواحد من فرسانها النبلاء.
نردد بيتك الشعري الذي نعيت به نفسك ولطالما سمعناك تترنم به:
وإن قد الدنيا وَفَتْني حسابي
شيعوني حُرّ وافي حسابه.