آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات احمد عثمانالتكتلات الوطنية كحاجة وطنية

احمد عثمان
احمد عثمان
عدد المشاهدات : 5,265   
التكتلات الوطنية كحاجة وطنية

عرفت التكتلات الوطنية والموتمرات الجماهيرية في اليمن في كل المراحل النضالية والمنعطفات الحرجة التي تحتاج الى تضامن وتكاتف شعبي لحماية اليمن ومنجزاته ....تاتي هذه التكتلات بالعادة استجابة لحاجة المرحلة ومواجهة التحديات وتنتهي بانتهاء الحاجة اليها ومع كل النواقص الا ان هذه التكتلات حققت اهدافا كبيرة في حينه ولم تذهب ادراج الرياح ؟


هي تكتلات تضم قبائل واحزاب ومثقفين وعلماء حول عنوان وطني معين مثل الدفاع عن الجمهورية في منتصف القرن الماضي وتكتلات ماقبل ثورة فبراير ومابعدها لتحقيق اصطفاف ما لتحقيق هدف محدد مثل انتخابات نزيهة او دولة مدنية او ماشابه كتلك التي انتهت بوثيقة مخرجات الحوار الوطني مثلا.


اليوم برز التكتل الوطني استجابة لحاجة الوطن لمثل هذا التكتل الوطني ضد مشاريع التمزيق ومشاريع المليشيات التي تريد فرض أجندتها الخاصة بالسلاح وإخضاع الوطن كله لمنطقها .....


تبدو مثل هذه التكتلات واجبا وطنيا وحاجة ملحة وتعكس وعيا متقدما عند النخب والاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية التي تتجاوز خلافاتها الصغيرة وتضعها جانبا فتحديات مثل هذه التي تعصف بالوطن والدولة تحتاج الى تكثيف وتجميع وتوجيه كافة الجهود لانقاذ الوطن من لصوص الثورات والطامعين بالشعب وخيراته في الداخل والخارج؟


 بالتأكيد كل تكتل وطني لن يكون كاملا فالكمال لله وما يجب هو ان يمتلك الحد المعقول من النجاح وهو ما يتوفر في التكتل الوطني المعلن السبت الماضي بالنظر الى القوى المنضوية والشخصيات الوطنية والاهداف المعلنة وهو تكتل عريض يعكس يقظة الشعب ووعيه بالمخاطر والتحديات؟


طبعا هذا لايعني انه ضم كل القوى الوطنية فهناك قوى مازالت خارج التكتل من المفترض ان تنضم لتشكل قوة اضافية فكل ما كانت خارطة التكتل اوسع كانت النتيجة أفضل..


 ومع هذا على التكتل الوطني ان يكون مرنا ويتميز بسرعة الحركة  واستمرار التواصل مع بقية من لم ينضوِ أحزابا أو شخصيات خاصة تلك القوى المعروفه مثل الحزب الاشتراكي الذي قيل ان له ملاحظات ولكنه ليس ضد فكرة التكتل واهدافه المعلنة ...


كما ان قوة مثل الموتمر الشعبي يجب ان يتم التواصل معها ومع شخصياتها المدركة طالما واهداف التكتل هو بناء الدولة والتخلص من حالة المليشيات التي اختطفت الدولة وفضحتنا أمام العالم لنبدو وكأننا شعب همجي من العصر الحجري وما قبل التاريخ ...


هناك شخصيا ت داخل انصار الله أو قريبة منها لها فكرة ايجابية للدولة وضد كارثة المليشيات العمياء يجب التواصل معها فلا يوجد فيتو على احد الفيتو هو على فكرة المليشيات وفرض السلاح واخضاع الشعب واختطاف الدولة ...


وهي الفكرة التي يجمع عليها الشعب اليمني وبسبب هذا الإجماع اصيب الانقلاب المليشياوي بالكساح والشلل التام ...


على التكتل ان يبدأ في النزول ببرامج معروضة بوضوح ودقه على الشعب والرئيس وكل معسكر الشرعية والدولة ليبدأ تحرك اليمن بصورة منظمة ومتناسقة بشكل يحاصر الشذوذ السياسي الوافد، والاستقواء بالسلاح وليس بالضرورة أن تنضم كل القوى فالقوى التي لا ترغب ان تنضم رسميا ومتفقة مع برنامج استعادة الدولة يتم التنسيق معها حتى لا يبقى خصم في هذا الوطن الا أصحاب مشروع اللادولة من أرباب المليشيات وقطاع الطرق (العباطة) الفارغة من الاتعاظ بعبر التاريخ ومنطق الواقع الرافض.