آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عبده سالمتعز كمنطقة تقاطع لنظامين أمنيين

عبده سالم
عبده سالم
عدد المشاهدات : 1,054   
تعز كمنطقة تقاطع لنظامين أمنيين

المعلوم أن اليمن ينتمي إلي منظومتين أمنيتين إقليميتين في آن واحد بحكم موقعها الاستراتيجي في المنطقة.

المنظومة الأولى: منظومة أمن دول بحر العرب والتي تبدأ من خليج عدن إلى خليج عمان ومضيق هرمز ويتشكل هذا النظام الأمني الإقليمي من اليمن "الجنوب"، الصومال، وعمان وإيران، والهند.

المنظومة الأمنية الثانية: منظومة أمن دول البحر الأحمر التي تبدأ من باب المندب وصولا إلى خليج العقبة ويتشكل هذا النظام الأمني الإقليمي من اليمن "الشمال"، وجيبوتي، واريتريا، والسودان، ومصر، والسعودية، والأردن، وفلسطين "إسرائيل".

لكل نظام أمني مصالحه ومناطق نفوذه التي عادة ما تكون مناطق نفوذ تنافسيه وهو التنافس الذي قد يؤدي إلى التصادم بين النظامين الأمنيين وتكون النتيجة انفصال النظام الأمني لبحر العرب عن النظام الأمني للبحر الأحمر "أي انفصال اليمن إلى شطرين" كما كان الحال في زمن الحرب الباردة.

الملاحظ في هذا الوضع أنه بموجب النظام الأمني لدول بحر العرب فإن السفن الإيرانية ظلت تجوب سواحل بحر العرب إلى خليج عدن بحكم عضوية إيران في هذا النظام، ولكن لا يحق لها أن تصل بسفنها إلي البحر الأحمر مخترقة منطقة باب المندب.

ومن أجل ذلك سعت إيران في السابق لتوثيق علاقتها باريتريا حتى تتمكن من خلال اريتريا اختراق النظام الأمني للبحر الأحمر بحكم عضوية اريتريا في هذا النظام، ولكن اريتريا حسمت أمرها لاحقا مع دول التحالف العربي.

أهمية تعز أنها تسيطر على منطقة باب المندب التي تتبع مديرية ذوباب، أي صاحبة الباب "باب المندب" وليس ذباب الحشرة كما يعتقد البعض، وفي هذه المنطقة يقع جبل الشيخ سعيد الذي يهيمن على منطقة باب المندب وجزيرة رأس دميرة في خليج تاجورة الإفريقي.

هذا الموقع لتعز يجعلها الضامن الحقيقي لوحدة النظامين الأمنيين في جنوب الجزيرة العربية، وستظل تعز بحكم هذا الموقع معرضة للخطر والتهديد المستمر بهدف تفكيك حلقات منظومة الأمن الإقليمي لكل من البحر الأحمر وبحر العرب وبالتالي ضرب منظومة الأمن الإقليمي في المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية.

المعلوم أن مصر العربية التي تتحكم بقناة السويس ظلت في السابق ولازالت حتى الآن بدواعي الحفاظ على الأمن العربي ترفض أي تجزئة للنظام الأمني البحري بين بحر العرب والبحر الأحمر وكانت في مقدمة الدول العربية المتحمسة لقيام التحالف الأمني الجديد الذي أطلقته المملكة العربية السعودية، والذي يظم دول البحر الأحمر وخليج عدن بضم الصومال من بحر العرب إلى النظام الأمني للبحر الأحمر.

من هذا المنطلق من المهم أن تأخذ مصر دورها الريادي بحكم قيادتها لفرقة المهام المشتركة في حماية تعز من أي اختراق أمني إيراني، حفاظا على وحدة النظامين الأمنيين لبحر العرب والبحر الأحمر، وبما يضمن وحدة اليمن واستقرارها، مع الحفاظ على منطقة باب المندب وتأمينها وتطويرها اقتصاديا واجتماعيا.