آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات خالد الشودريالثلاثاء الأسود.. ليلة استهداف عدن

خالد الشودري
خالد الشودري
عدد المشاهدات : 690   
الثلاثاء الأسود.. ليلة استهداف عدن
 

في ليلة شاتية من ليالي ديسمبر الباردة، وتحديدا الثلاثاء 29 ديسمبر 2015، كان إنصاف علي مايو البرلماني البارز ورئيس حزب الإصلاح في عدن يستعد بعد يوم طويل لمغادرة مكتبه الواقع قريبا من البنك المركزي وملعب الشهيد الحبيشي، في الأثناء لوحظت حركة مريبة في محيط المكتب من انتشار ملثمين من جنسيات غير عربية وتوقف حركة السير.

لم يكن إنصاف مايو يعلم وهو يلملم أوراقه استعدادا للمغادرة أنه سيكون الضحية التالية في ضمن مخطط الدم الذي دشن باغتيال المحافظ العدني المغدور الشهيد جعفر محمد سعد، في 5 ديسمبر 2015، لكن عناية الله ويقظة الحراسة نبهت مايو إلى ضرورة المغادرة فورا وهو ما كان.

غادر إنصاف مايو مكتبه وهو لا يدرك أبعاد المؤامرة القذرة التي حيكت بليل ضده ومعه كل أبناء عدن اللذين قضوا في مسلسل استهدف نحو 400 شخصية على مدى ست سنوات سوداء، ولا تزال ملفات قضايا اغتيالات عدن مفتوحا على مصراعيه ينتظر عدالة السماء وإنصاف القضاء لذوي الضحايا المكلومين.

تقول السردية التي نشرت لاحقا من قبل المنفذين لمحاولة اغتيال إنصاف مايو، حيث كشف موقع BuzzFeed الأمريكي في شهر أكتوبر 2018، بأن شركة عسكرية أمريكية خاصة نفذت عمليات اغتيال استهدفت قيادات حزب "الإصلاح" في اليمن.

وحسب معلومات الموقع، فإن الشركة الأمريكية التي نفذت العمليات، هي Spear Operations Group، وتتخذ من ولاية ديلاوير الأمريكية مقرا لها، ويقودها العسكري السابق في قوات SEAL الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية، أبراهام غولان.

وقال غولان في حديث لـ BuzzFeed إنه "كان هناك برنامج لاغتيالات في اليمن. وأنا كنت أشرف عليه ونحن قمنا بذلك"، وذكر غولان أن فريقه عمل في اليمن على مدار عدة أشهر، ونفذ اغتيالات، دون أن يكشف عن كل العمليات.

ومن بين العمليات التي نفذها الفريق بقيادة غولان محاولة اغتيال القيادي في حزب "الإصلاح" إنصاف علي مايو في عدن يوم الـ 29 ديسمبر عام 2015، ونشر موقع BuzzFeed مقاطع فيديو لاستهداف مقر الحزب، الذي كان يستهدف مايو، لكنه نجا من محاولة الاغتيال، وغادر المبنى قبل دقائق من تفجيره.

حتى اللحظة يرفض إنصاف مايو الحديث لوسائل الإعلام عن خفايا وتفاصيل جريمة الثلاثاء الأسود معتبرا إياها أنها تأتي ضمن مخطط استهداف مدينة عدن أرضا وانسانا ولا يستهدفه شخصيا أو الحزب الذي يرأسه، بل الحياة السياسية والعمل المدني السلمي في المدينة التي عرفت السياسة قبل أكثر من نصف قرن.

وفي كل مناسبة يجدد إنصاف مايو المطالبة بتحقيق شامل في كافة أعمال الاغتيالات التي طالت كوادر عدن، وبما يضمن الوصول إلى الجناة وكشف حقيقتهم لينالوا جزاءهم العادل، إنصافا للضحايا الأبرياء وأهاليهم وفي مقدمة تلك الكوادر رمز عدن ومحافظها وأحد أبطال تحريرها جعفر محمد سعد، وطالت أيضا رمز مقاومتها الشيخ راوي عبدالعزيز، كما طالت عشرات الكوادر، باعتبار ذلك حقاً من حقوقهم على الدولة والمجتمع، لا يمكن أن يسقط بالتقادم.

مؤكدا أن اغتيال المخالفين في الرأي أو الموقف إنما هو دليل عجز ومؤشر إفلاس قيمي وأخلاقي ترتكبه أدوات الجريمة، وهي تظن أنها ستنجح في التخلص من خصومها بالتصفيات والاغتيالات، مشيرا إلى أن النضال السلمي سيظل هو الطريق الأمثل لنيل الحقوق وتحقيق الأهداف المشروعة.

مجددا مطالبته لكافة القوى السياسية والاجتماعية للوقوف صفا واحدا ضد الممارسات والجرائم التي تسعى لتدمير الحياة المدنية وقيم التعايش السلمي بين مختلف المكونات والتكوينات، وتلك هي القيم والمبادئ التي عرفت بها مدينة عدن وأبناؤها.

مؤكدا على أن الإصلاح سيظل ملتزما بمبادئه السامية وموقفه الوطني المتمثل في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، والعمل مع القوى الوطنية والتحالف العربي لاستعادة الدولة وبسط سيادتها على كل أرجاء الوطن.