الأمم المتحدة: تعنت الحوثي بالإفراج عن المحتجزين يعرقل السلام لتحسين أوضاعهن المعيشية.. توجيهات بإقامة مشاريع مدرة للدخل للنساء سفراء غربيون: نقف إلى جانب الشعب اليمني في الأزمة الحالية الدعم الدولي لليمن.. حاجة تفرضها صعوبة الأوضاع المعيشية والحرب الاقتصادية الحوثية بمشاركة 100 متسابق.. اختتام فعاليات سباق الهجن في تريم درع شكر وعرفان لرئيسة رابطة أمهات المختطفين مرتبطة بمناطق سيطرة الحوثي.. ضبط عصابة سرقة دراجات نارية في تعز وسط صمت دولي.. تهجير قسري للفلسطينيين في غزة بقيمة 1.5 مليون دولار.. منحة كويتية لدعم اليمن أمهات المختطفين يطالبن المبعوث الأممي بالقيام بواجبه تجاه أبنائهن
حين عجز العقل العربي عن استيعاب مبادئ العدالة والمساواة التي جاء بها الإسلام، وضاقت مراكز النفوذ الطامحة للهيمنة بمبادئ الشورى التي ترسخت بنصوص قرآنية بدأت في ابتكار مفاهيم لاستعادة هيمنتها انطلاقاً من منظومة الدين الإسلامي ذاته.
وكان من أبرز هذه المفاهيم مفهوم "الولاية" الذي اخترعه الطالبيون لصالح استعادة الهيمنة وإشباع رغبتها في احتكار السلطة والثروة لصالح السلالة "المقدسة"، وكانت تلك اللحظة تأسيساً لشرخ في بنية الأمة الإسلامية وصراعات دامية لا تزال تعاني من تداعياتها إلى اليوم. لا شيء يدعم خرافة "الولاية" سوى تحفز فئة من الناس لمصادرة الإسلام وبالتالي مصادرة تمثيله ومصادرة القرار والثروة باعتبارها حق حصري لسلالة من يدعون انتسابهم إلى "آل البيت" وهو المصطلح الذي تم صناعته والاشتغال عليه بعناية، أما أهل البيت فقد رحلوا عن الدنيا بعد رحيل صاحب البيت، ويعرف كثير من علماء الشريعة "آل النبي" بأنهم أتباعه والمؤمنون به.
حدثت مثل هذه الظواهر في أديان وأمم أخرى، لكن تلك الأمم تمكنت من محاصرة هذه التشوهات وحولتها إلى جزء من الفلكلور، وأدارت شؤون دنياها بعيداً عن هذه الحمولة والتعقيدات التي اشتبك فيها التاريخ والسياسة بالنص الديني أو تم توظيف وتجيير الأخير لصالح الأول، بينما لا يزال العقل العربي عاجزاً عن فض هذا الاشتباك بما يخلفه من دمار للحاضر وإعاقة للمستقبل.
عاش صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لحظتهم وعبدوا الله كما علمهم النبي، وحين اختلفوا على شؤون الحكم كان شأناً بشرياً خالصاً بأفهام ومنطلقات وحسابات اللحظة التاريخية، وحين طال أمد الخلاف بدأت الأجيال التالية بتأليف النصوص التي تسند الصراع وذهب آخرون لتأويل نصوص مقابلة.
وحضرت نزعات التميز والمباهاة التي كانت سمة مرافقة للمجتمع البدوي والقبلي من خلال تدبيج نصوص تمنح فضائل معينة لقبائل دون أخرى وإلباس تلك الفضائل لباس ديني بينما كان النبي يحفز أصحابه ويثني عليهم من موقعه كـ"قائد" ليغذي رغبتهم في التنافس على البذل والعطاء من أجل ترسيخ دعائم الدولة الوليدة وتثبيت راية الدين.
لم يستوعب القرشيون، ناهيك عن بني هاشم وما أسسوا له من عنصرية، وهم لتوهم خارجون من حياة البداوة والصراعات الدامية أن الإسلام يمنح العجمي، من الحقوق السياسية والاقتصادية والفرص المتساوية في الوصول إلى الحكم وذات الفرصة من الجزاء في العالم الأخروي، ما يمنحه لقبيلة النبي وأقاربه فذهبوا إلى صناعة فضائل تمنحهم مكانة خاصة ومميزة بناءً على القرابة والعرق والجينات.
وظلت هذه النزعات تتغذى مع مرور الزمن كمرض مستعصي وينتقل عبر الجينات وكلما وجدت ثغرة تتسلل منها لتسيطر على مفاصل القوة في أي بلد تظهر وجهها المتوحش وتحاول تصدير هذه النسخة المشوهة من الدين باعتبارها النسخة الأصلية والطبيعية وأن المسلم في الصين أو في استراليا لن يكون مسلماً جيداً ما لم يحكمه س أو ص من منتسبي السلالة أدعياء الحق الإلهي.