كلف الحكومة بالتواصل مع واشنطن.. مجلس النواب: محاولة إسكات حميد الأحمر غير مقبولة توافق بين أحزاب حضرموت لدعم مطالب أبناء المحافظة التدابير الحكومية خفضت أعداد المهاجرين الواصلين للبلاد بنسبة 8% طالبت الدولة بالدفاع عن الشيخ الأحمر.. الأحزاب: قرار الخزانة الأمريكية صادم حميد الأحمر: التضامن مع فلسطين ليس جريمة وقرار الخزانة الأمريكية انحياز صارخ للظلم هيومن رايتس تنتقد تجاهل تقرير مفوض حقوق الإنسان لانتهاكات الحوثي ترتيبات رسمية لصيانة وتشغيل مصافي عدن السعودية تجدد التأكيد على مبادرتها لإنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل شباب شقرة يكسب الفجر في الدور الثاني لأندية أبين الاحتلال الإسرائيلي يحاصر 400 ألف فلسطيني شمال غزة
صبيحة يوم الثالث عشر من سبتمبر من عام 1990م، كان اليمن على موعد مع بزوغ كوكب دريٌ سطع نوره في سماء العاصمة صنعاء ما لبث أن أصبح شمساً تغمر بضيائها كل شبر من أرض الوطن.
كانت حضرموت سباقة حين أخذت من نوره قبس تلألأ كأجمل ما يكون نوراً وبهاء فازدانت به المدن الرئيسية في الساحل والوادي على حدٍ سوى.
لقد جاء الإصلاح على حين فاقة واستفاقة من أرض تشربت مبادئه من قبل أن تسمع عنه أو تراه فجاء وكأنه في موعد معها قد سبق وأن حجز له في قلوب أهلها مكانه، فاصطفت كوكبة من خيرة رجال حضرموت ساحلٍ ووادٍ في استقباله والترحيب به والانضمام إلى رحابه.
وممن تقدم الصفوف من مدينة المكلا العريقة عاصمة المحافظة فضيلة الشيخ القاضي عبدالرحمن بكير، والعلامة عبدالله بن محفوظ الحداد، والأستاذ التربوي القدير عمر بن عوض باني، والمهندس محسن علي باصرة، وغيرهم الكثير والكثير.
ومن مدينة العلم والنضال غيل باوزير الشيخ الداعية المجاهد عوض محمد بانجار، ومن مدينة المساجد والمآذن، أرض العلم والعلماء تريم الشيخ العلامة علي سالم بكيٌر، وغيرهم الكثير والكثير من رموز حضرموت وكوادرها وأكاديمييها وطلابها وشبابها ونسائها.
لقد استقبل الحضارم مولد الإصلاح وكأنه ابنهم الذي لطالما نسجوا فكرته الأولى، فقد جاء ملبياً لتطلعاتهم وأشواقهم المؤجلة التي طالما خالطت شغاف قلوبهم منذ زمن طويل، كيف لا وهم قد عانوا طيلة عقود من غربة الفكر الدخيل عليهم وعلى معتقداتهم وتربيتهم الأصيلة.
نزل الإصلاح بساحتهم وكأنه غيث قد جاء ليحيي مواتاً ينتظر من ربه ساعة الخلاص، فكانت كما أرادوا، فكانوا لها كما ينبغي أن يكونوا.
فما زلت أتذكر كيف كانت مهرجانات الإشهار حاشدة ومهيبة اكتظت بها شوار المدن وفي مقدمتها مدينة المكلا العتيقة.
وما زلت أتذكر مواقف الناس في حضرموت ومع كل استحقاق سياسي كيف كان الإصلاح هو خيارهم الأفضل، خصوصاً في المدن الرئيسية كالمكلا وسيئون والشحر وتريم والغيل والقطن، وباقي التجمعات الكبيرة بما يعكس النضج الكبير الذي كان يتحلى به الحضارم تجاه هذا الحزب السياسي الأصيل.
لم يكن الإصلاح إلا وفياً تجاه هذه الجماهير، فكان يبادلهم الوفاء بالوفاء والموقف بالموقف فترك له بصمات كبيرة وواضحة من خلال رموزه الذين كانوا في مستوى هذه الثقة، ففي كل دائرة انتخابية نيابية أو محلية فاز فيها الاصلاح كانت لممثلي الشعب من مرشحي الإصلاح بصمات لا يتجاهلها إلا متحامل أو جاهل.
فمن لا يتذكر فقيد الوطن رائد التغيير ورمز النضال السلمي والنزاهة والقيم السياسي المخضرم والبرلماني العظيم المهندس فيصل بن شملان، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
ومن لا يعرف صوت الشعب المجلجل تحت قبة البرلمان الدكتور عبدالرحمن عبدالقادر بافضل، رحمه الله، ومواقفه القوية الصادحة بما يلبي تطلعات المواطنين، ومن ذا الذي يتجاهل مواقف البرلماني المخضرم المهندس محسن علي باصرة، حبيب الجماهير القريب من قلوب الناس وما له من بصمات في خدمة كل محتاج.
الكلام يطول عن الإصلاح في حضرموت ورموزه وما ذكرناه إنما خواطر عابرة لا تفي إلا بما جادت به الذاكرة حين كتابة هذه الأسطر القليلة، وهي بمثابة بعض خطوط عريضة تحتها تفصيلات كثيرة يعجز المرء عن الإلمام بها والإحاطة بجوانبها المختلفة.