آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات كلمة الرياضعودة هادي ودلالاتها..

كلمة الرياض
كلمة الرياض
عدد المشاهدات : 9,249   
عودة هادي ودلالاتها..


 شكلت العودة الدائمة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى اليمن واستقراره في قصر «المعاشيق» في عدن دعماً كبيراً على مستوى العمليات العسكرية القائمة في تعز ومأرب وتحفيزاً معنوياً كبيراً للقوات الشرعية والمقاومة الشعبية التي تحرز تقدماً عسكرياً واضحاً انعكست نتائجه سياسياً.


فبالإضافة إلى استقرار الرئيس هادي، عاد كذلك رئيس الوزراء خالد بحاح الذي زار مأرب بالأمس واجتمع مع القيادات الأمنية والعسكرية هناك، واطلع على سير العمليات الحربية القائمة في هذه المحافظة التي لم يتبقَ على إعلان تحريرها بالكامل سوى مديرية صرواح التي تشهد قتالاً عنيفاً بين الشرعية والانقلابيين.


ومن مجمل التطورات السياسية التي جاءت استجابة إلى التقدم العسكري على الأرض استقرت الحكومة اليمنية في جزيرة «سقطرى» ودون شك فإن عودة أركان الدولة سينعكس دون شك بشكل إيجابي على مستوى تنسيق وإدارة المعارك لاسيما في تعز الملحمة التي يشارك في تحريرها أبناء الشمال والجنوب مع دعم كبير من التحالف العربي تمهيداً لتحريرها، وفك الحصار المطبق عليها منذ عدة أشهر من قبل الحوثيين ومن يدور في فلكهم، وهو ما انعكس بشكل سيئ على أوضاع المدينة وسكانها.


تلك التطورات السياسية والعسكرية جعلت علي عبدالله صالح يلجأ إلى حلفائه في تنظيم «القاعدة» في المكلا بحضرموت لأجل القيام بعمليات تستهدف الجيش اليمني، في خطوة الغرض منها تخفيف الضغط على جبهتي تعز ومأرب وإرباك التحرك السياسي المتمثل بعودة الرئيس هادي، وهو أمر يتطلب الرد السريع من أجل السيطرة على المحافظة بالكامل خصوصاً أن سبعة ألوية يمنية ترابط في حضرموت توالي الشرعية وتقف معها.


إن الرمزية السياسية في عودة الرئيس هادي وحكومته بالغة الأهمية، إذ يبعث ذلك رسالة محلية وإقليمية-دولية، مفادها عودة عدن كاملة إلى حضن الشرعية وقدرة القوات اليمنية بما فيها المقاومة والتحالف على تأمين المدينة التي يتواجد بها ثلاثة ألوية عسكرية، لاسيما وأن المدينة قد تعرضت في السابق إلى هجوم استهدف الحكومة التي كانت قد أقامت في فندق القصر لكنها أعادت تموضعها في جزيرة «سقطرى».


ويبدو أن الحكومة اليمنية عازمة على إعادة الحياة إلى مؤسساتها إذ افتتح وزير الخارجية اليمني رياض ياسين المقر الموقت للوزارة التي تدير الأزمة على المستوى السياسي الخارجي، كما كان إعادة تشغيل مطار عدن الدولي أبرز ملامح إصرار الحكومة الشرعية لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المدنية الساحلية.


تشي تلك الخطوات المتسارعة إلى يقين تشكل بشكل كامل لدى الشرعية والتحالف العربي بأن الوضع في اليمن بات على الطريق الصحيح، ومن شأن هذه الخطوات أن تفرض ضغطاً سياسياً كبيراً على الحوثيين الذين يراقبون الوضع في تعز.


كتبها: أيمن الحماد.