آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات علي الفقيهجولة مفاوضات.. وجولات حرب

علي الفقيه
علي الفقيه
عدد المشاهدات : 6,214   
جولة مفاوضات.. وجولات حرب


في الوقت الذي ينشغل طرف الحكومة الشرعية والمبعوث الأممي بالحديث عن فرص نجاح جولة المفاوضات المقبلة في الكويت يعمل الإنقلابيون بشكل حثيث على الأرض لكسب الجولات المقبلة من الحرب.

التصريحات التي تتحدث عن فرص لإحلال السلام تبدو أقرب للأمنيات منها إلى الواقع الذي يقول إن فرص السلام هي الأقل حظاً.
فمنذ تبرع الرئيس هادي بطمأنة سفراء الدول الثمانية عشر نقلاً عن ولد الشيخ أن مليشيات الحوثي أبدت استعدادها لوقف القتال وتنفيذ القرار الأممي، لم نسمع تصريحاً واحداً من قيادة المليشيات الإنقلابية بشقيها "صالح، والحوثي" يؤكد هذا المضمون أو حتى يلمح إليه.

 وعلى العكس فكل التصريحات والخطابات الصادرة عن مليشيات الحوثي وصالح تؤكد أنهم لا ينوون وقف القتال والتراجع عن نهج العنف الذي قرروا السير فيه، ويعد جناحهم السياسي رؤى وتصورات كلها تصب في اتجاه الالتفاف على القرارات الدولية ومحاولة فرض الأمر الواقع عبر جولات مفاوضات طويلة، مستفيدين في ذلك من التوجهات الدولية المتماشية معهم والتي سهلت لهم المهمة في المراحل الماضية.

 وعلى الأرض فإن كل الدلائل والمؤشرات، باستثناء التهدئة على الحدود وتبادل الأسرى مع السعودية، تذهب إلى تأكيد فكرة إصرار المليشيات على القتال وتعزيز الجبهات بالمقاتلين والعتاد العسكري في مختلف الجبهات.

 ويمكن للمبشرين بفرص نجاح جولة المفاوضات المقرر عقدها في الكويت في الثامن عشر من شهر ابريل المقبل أن يتسايروا مع الخطاب المتضعضع للشرعية، والتوجهات الدولية المتواطئة على تمييع القرارات الدولية، لكنهم لن يستطيعوا تجاهل مؤشرات استعداد الانقلابيين لجولات قادمة من الصراع وفي مقدمتها استمرار إيران في تزويدهم بشحنات سلاح كان آخرها السفينة المحملة بالسلاح التي قبضت عليها البحرية الفرنسية يوم أمس وتناقلت خبرها الصحافة العالمية.. وذلك يتناقض كلية مع التصريحات التي تتحدث عن رغبة الجماعة في الجنوح للسلم.

 ودون الحاجة إلى فائض ذكاء، فإن تحركات طرفي الإنقلاب وحرصهم على حشد المؤيدين في صنعاء تؤكد أن الطرفين يبحثان عن التوصل إلى تسوية مع الأطراف الإقليمية والدولية تقدم بموجبها عروض تطمئن الإقليم والعالم أنهم قادرون على حماية مصالحهم، ويدعمهم في ذلك ضعف السلطة الشرعية وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات تمكنها من طمأنة الإقليم بقدرتها على ضبط الأوضاع ومكافحة الإرهاب.

 لكن تلك الخيارات التي تبدو للأطراف الدولية مقبولة وممكنة لإحلال السلم ليست أكثر من سكة تفضي إلى جولات صراع أشد من سابقاتها، مالم يكن السلام الذي يبدي الجميع حرصه على تحقيقه مبنياً على قرارات الشرعية الدولية المفضية إلى إنهاء الإنقلاب وسحب سلاح المليشيات والعودة إلى المسار السياسي بمرجعياته المعلنة.