آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات محمد أحمد بالطيفمشروع تدميري متخلف

محمد أحمد بالطيف
محمد أحمد بالطيف
عدد المشاهدات : 2,473   
مشروع تدميري متخلف

إن تقدم الحوثي وسيطر. وإن تراجع وتقهقر. وإن زحف على كل شبرٍ من أرض اليمن واغتصبها حكماً، ثم أخرس كل صوتٍ رافضٍ له وأسكته موتاً أو خوفاً. وإن هدم البيوت. ونصب أعواد المشانق في الساحات والأسواق.

وإن فعل بهذا الشعب الأفاعيل، ونكل به كل تنكيل. فإنه سيظل هو هو. بكل صفاته ومواصفاته التي عُرفت عنه منذ لحظة ميلاده الأولى. إنه مجرد مشروع تدميري متخلف، ومنهج إقصائي متعجرف. ولقد عرفه وجابهه كل أحرار اليمن ورجاله منذ أيامه الأولى. خطوة خطوة، بيت بيت، قرية قرية، عزلة عزلة، محافظة محافظة، أينما مر أو عبر. وقد سطّر أولئك الأبطال ولا زالوا يسطّرون في سبيل التصدي لهذا المشروع ومجابهته أروع الملاحم وأنصع صور التضحية والفداء والرجولة والإباء.
واليوم نقول للحوثي. لن تعلو قدرك، ولن تتغير نظرتنا نحوك. مهما سجلت على الأرض من انتصارات. ومهما تعرض له جيشنا الوطني والمقاومة الشعبية من انكسارات.
أيها الناس: ذنبنا الوحيد كيمنيين أننا كنا نحلم بأن نشق طريقنا نحو الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة والمواطنة المتساوية، وبناء دولة مدنية حديثة. وكنا نظن بأنه قد آن الأوان لتحقق ذلك الحلم الجميل على أرض الواقع. وكنا نراهن بعد الله على شباب رأينا في وجوههم بارقة أمل تشع حماساً وإخلاصاً وحباً ورغبة في التحلل من موروثات الماضي البغيض ومخلفاته ومشكلاته.
لكن للأسف الشديد انبعث لنا من تجاويف الماضي السحيق بقايا قيح وصديد ومخلفات لم يطالها الوعي والتنوير طيلة عقود من الزمن ولم يحدث فيها أي أثر يذكر. انبجس هذا الدمّل الخبيث المستكن والمستتر وسال قيحاً وصديداً ودماً متخثراً محتقناً منتناً. ليفسد علينا كيمنيين هذا الحلم النقي الجميل ويعثّر الخطى المتسارعة نحو تحقيقه.
لكن حسناً.. فعزاؤنا أننا اليوم لا نعيش في زمن وبيئة وعالم وقوى دولية فاعلة ومؤثرة تشجع على تحقيق الأحلام الجميلة لشعوب هذه المنطقة التي نحن جزء منها. بل إن الحاصل عكس ذلك تماماً فكل شيء في عالم اليوم خصوصاً القوى الفاعلة والمؤثرة قد سخرت كامل قدراتها وإمكاناتها الهائلة في اتجاه مضاد تماماً لتطلعات هذه الشعوب بل والدفع بكل قوة نحو وأد أحلامها وتطلعاتها الجميلة.
حسناً يا حوثي. فلن تعدو أن تكون واحدة من تلك الأوراق وأداة من تلك الأدوات الرخيصة التي تصلح للإعاقة وللإعاقة فقط. أما زمن الأمة فلن تقدر أنت ولا غيرك ممن يقف معك ويساندك سراً أو جهراً أن يعيده للخلف وللتخلف مرة أخرى أبداً وقطعاً حالفاً بها غير حانث.
أنت فقط مجرد أداة إعاقة وعصا هشة يتم دسها في الدواليب ليس أكثر. فلا تذهب بك الظنون أكثر من ذلك. ولن تعلو قدرك.
نعم أنت هكذا تبدو لنا كشعوب تحلم بالخلاص، وهكذا أيضاً أنت في نظر اللاعبين الكبار ممن استخدموك في هذه اللحظة في محاولاتهم الأخيرة لإجهاض أحلامنا كشعوب.
فلتتقدم أو فلتتأخر. الأمر سيان. فإرادة الشعوب غلابة، ولن يطول بك المقام على أرض لكل شبرٍ منها ثأر معك. ولذلك نقول لك : "خذ خمس خذ خمستعشر".
والعاقبة للشعوب في الحرية والكرامة والعدالة والدولة المدنية. والسلام.