آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات خالد حيدانمن يعرقل اتفاق الرياض؟

خالد حيدان
خالد حيدان
عدد المشاهدات : 1,045   
من يعرقل اتفاق الرياض؟

تجاوزنا المدة المفترضة لتنفيذ اتفاق الرياض، ولم يتم من الاتفاق إلا بندا واحدا وجزء يسيرا وهو عودة الحكومة إلى عدن، برغم اعتراض الانتقالي الرافض لعودة الوزراء.
أما ما عداها من الملاحق السياسية والأمنية والعسكرية بل والاقتصادية لم يتم منها شيء.

- لنحاول أن نجيب لماذا لم يسر الاتفاق وفق ما رسم له، ومن المتسبب في العرقلة؟
كالعادة، فكل طرف يرمي باللائمة على الآخر، لكننا سننظر للأمر بصورة أوسع مما رسم.

- هناك رئيس شرعي اجتمع عليه اليمنيون، كما حصل على تأييد المحيط الإقليمي والدولي، وهناك برلمان شرعي وأيضا حكومة شرعية.
جاء التحالف العربي منذ خمسة أعوام ليكون عونا لتلك الشرعية وإعادتها لإدارة شؤون البلد بعد القضاء على الانقلابيين.

- بعد خمس سنوات رأينا كيف نشأت جماعة انقلابية أخرى وبرعاية من إحدى دول التحالف، وكيف تم تسليحهم وتمكينهم، والإغداق عليهم بالمال والعتاد ليكونوا في الطرف الآخر مناوئة للشرعية الدستورية؟

- ومنذ تكوينهم وتشكيلهم والرعاية لهم قائمة، وكان آخر تلك الرعاية هو إقدام الحكومة الشرعية بضغوط من التحالف لتوقيع ما عرف باتفاق الرياض الذي ظل النقاش عليه مدة شهرين كاملين.

- خرج الطرفان الموقعان على الاتفاق وهما يعددان مميزات انتصارهم، وأن الاتفاق جاء لصالحهم، وقبل الشعب اليمني بالاتفاق كونه يهدف لحقن دماء اليمنيين حتى ولو كان في ذلك بعض التنازلات، كإعطاء تلك المليشيات الانقلابية مكانة أكبر من حجمها.

- وهنا يكمن تساؤلنا، فطالما أن الاتفاق كان لصالح الفريقين، لماذا كانت عرقلة الاتفاق؟

- تظل المشكلة القائمة هي أن مليشيات الانتقالي تريد أن تحافظ على مكتسباتها، وتريد الإبقاء على سيطرتها على العاصمة، وتخشى أن تذوب في جسد الشرعية وتفقد حاضنتها الجماهيرية التي خسرت جزء كبيرا منها خلال أداءها الماضي.

- فالمليشيات الانتقالية فقط أرادت أن يكون الاتفاق ضمانا لعدم هجوم جيش الشرعية عليها كما حدث من سابق، وأيضا أرادوا الاستفادة من الاتفاق لينالوا شرعية في التمثيل والحضور والتخاطب مع المجتمع الإقليمي والدولي وهو ما كان.

- في حين أن الحكومة الشرعية ظلت تسير خلف الخطوات التي رسمها لها الضامن للاتفاق، ولكن دون تحريك فعلي يذكر لتنفيذ الاتفاق، بل أفرز الوضع أحوالا سيئة انعكست سلبا على أبناء العاصمة عدن في مختلف جوانب حياتهم المعيشية حتى أمست عدن مدينة أشباح غابت عنها الدولة.

- يبدو أن الشرعية الدستورية أخيرا قررت أن تتجه بعيدا عن طول النفس التي يتمتع بها ضامن الاتفاق، وقررت إما تنفيذ اتفاق الرياض بالسلم والتوافق، وإما التوجه نحو الإلزام للتنفيذ بطرق أخرى، وإنقاذا للعاصمة مما وصلت إليه.

- اليوم نرى أن هناك حراكا واضحا بعد أن أعد الجيش عدته لإنفاذ ما تم الاتفاق عليه، هاهو التحالف يتحرك بقوة من جديد لتحريك المياه الراكدة، وإعادة عربة الاتفاق في مساره الصحيح.
وها هي مليشيات الانتقالي تقر بتهربها عن التنفيذ في الفترة الماضية وتقرر القبول بحوار لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما يجنبها ويلات الحرب والصدام، ودخول الجيش إلى عدن عنوة، لكنهم لا يزالون يراوغون، ويطلقون تصريحات الرفض للتنفيذ.

- الجميع ينشد السلام، والوطن يسع الجميع، ولكن لا ينبغي أن يترك لأحد أن يعبث بعدن وأمنها وسكينتها دون أن تتدخل الشرعية الدستورية لتصحيح الاختلال والمسار.

- نناشد وللمرة الأخيرة، الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وتحكيم العقل، وتجنيب المدينة عواقب الصراع المسلح.

- ننتظر الإجراءات التي ستتم في قادم الأيام، وربنا يسمعنا كل خير ويحقن الدماء.
ورمضان مبارك.


- رئيس دائرة الإعلام في حزب الإصلاح بالعاصمة عدن