السعودية تدعو مجلس الأمن للوقوف بحزم تجاه انتهاكات الحوثي وعدوانه على المملكة الحجرف يلتقي غريفيث ويجدد إدانة الخليج للهجمات الإرهابية الحوثية الرياض: التنديد الدولي بهجمات الحوثي يجب أن يواكبه ردع لسلوك إيران المليشياوي ياسين: الوضع الإنساني بات خط الدفاع الأول عن إرهاب الحوثي وتحول إلى حائط مبكى إصلاح صنعاء ينعى صالح المساري أحد مؤسسيه ويشيد بمناقبه السعودية تتفاوض مع مصنعين لإمداد اليمن بلقاحات كورونا الشؤون الاجتماعية تدعو الصندوق الاجتماعي للتنمية للانتقال إلى عدن تنفيذ حملة في الشريط الساحلي للمهرة للحفاظ على صغار الشروخ باكستان تحذر من استغلال عملية الإصلاح في مجلس الأمن لأهداف خاصة رابطة تدعو مجلس الأمن للضغط لإطلاق كل المختطفين وإيقاف الاختطافات
ليس هناك ما هو أصعب على الإنسان من مواجهة الحقيقة، خاصة وإن بدت له جرداء صادمة كما تتجلى للأسف الشديد في حالنا اليوم في اليمن، ونحن نستقبل الذكرى الثلاثين لتحقيق وحدة الوطن، حيث تُمزق الانقلابات والحروب والتطورات بلدنا في عنف دموي شديد يكمل المشهد ويضفي عليه درجة عليا من البؤس.
لكنني أرى أنه من رحم المعاناة والألم، ألم الحروب، الدماء والدمار، وألم المرض، الحزن والموت، يتولد الأمل في بقاء اليمن موحدا "دولة اتحادية" وجمهوري، تحمي المصالح والحقوق، الأرض والإنسان، فتلك قضية يراها شعبنا اليمني أمرا يرقى إلى معنى الوجود ذاته.
في الحاضر أو في المستقبل سيتوقف نجاحنا على موقفنا من هذه القضية، إنني أرجو أن نخرج من عنق الزجاجة قريبا، دون أن نخسر أنفسنا كيمن ومجتمع وهوية واحدة، وإن بدت للبعض مهمة مستحيلة وبعيدة المنال.
لا شك أن هناك أسباب وعوامل صنعت هذه المأساة واستدعت كل هذا البؤس المعجون بدماء اليمنيين، كما وتثير القلق والخوف الشديد، لكن من العقل والمنطق ومصلحة اليمن أن نترك الحديث عنها اليوم، يكفي أن نستمر في توحيد كلمتنا على رفض تقسيم اليمن، وأن نبقى على مطلبنا في استعادة الدولة، وأن نصرخ ونقاوم ونتمترس في موقف واحد يرفض التقسيم أو ما يؤدي إلى التقسيم ولا نقبله، ففيه إذلال لهذا الشعب العظيم وإهدار لمصالحه العليا، واحتقار للأمة.
يكفي أن تجمعنا الوحدة في صيغتها الاتحادية الجديدة فلا نرضى بغير وطن موحد كيفما كانت نتيجة هذه الحرب، أو الحروب، نعم يكفي أن نرفض التقسيم اليوم وغدا ونرفضه أبدا، فذلك يعني أننا نرفض الاستسلام والخضوع للأمر الواقع، فما بعد سقوط الجمهورية والوحدة سوى بؤس وألم أشد وأنكى.
مرة أخرى سنبقى نخوض ونغرق في متاهات التعصب المذهبي والمناطقي، من حرب لأخرى، ومن انقلاب لآخر، تمرد أمامي حوثي بدعم إيراني، يؤسس لعبودية جديدة، وتعصب مناطقي، متعدد الوجوه والأشكال، يكرس الفرقة، وإرهاب يقوض الاستقرار، وصنيع يخدم الحوثيين وإيران.
هناك طريق واحد لنستعيد حقنا في البقاء شعب ومجتمع وهوية ودولة واحدة، وهو أن نرفض التقسيم، وفي خضم رفضنا للتقسيم نفكر مليا في خيار البقاء في دولة اتحادية، هي مشروعنا جميعنا، معظمنا ساهم في صياغته، بقاء اليمن موحدا كفيل بتصحيح الاختلالات كلها، بما فيها تلك التي قد تورثنا إياها هذه الحروب، وهذه الأزمة.