أكثر من 34 ألف شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة مارب تسجل نحو 176 حالة اشتباه بالكوليرا تعز: 248 شهيدا ومصابا ضحايا قناصة الحوثي في منطقة واحدة إحباط محاولة تسلل لمليشيا الحوثي شمال تعز 150 رحلة طيران إلى مطار سيئون خلال الربع الأول من العام الجاري استشهاد نحو 14 ألف طفل في غزة.. ومجازر جديدة للاحتلال معركتنا مع إيران.. العليمي: نريد سلاما يستعيد المؤسسات وليس استسلاما للمليشيات إصابة 3 أطفال بانفجار لغم حوثي في الضالع تنديد حقوقي باختطاف مليشيا الحوثي لخبيرين تربويين منذ 6 أشهر
كان الحوثي يتحدث، وهو لا يزال في عمران، قبل اجتياح صنعاء، عن خمس محافظات "زيدية"، ويدعي تمثيلها، وهي قطعاً لم تفوضه، بل واجهته ما استطاعت، بعضها عشر سنوات قبل اجتياح صنعاء.
ويحلو له ولأتباعه، الآن، التحدث باسم اليمن! يعني باسمنا! من فوضه يا ترى؟ وهو الغازي المعتدي المغتصب المنقلب الذي اجتاح العاصمة وغيرها، بالقوة، وشرد الملايين وقتل عشرات الآلاف، وصادر الممتلكات، وما يزال يهاجم مأرب.
لعل الحوثي لا يدرك أن اليمن تتطلب قادة، لا علاقة لهم بالطائفية، ولا بولاية الفقيه ولا ولاية "السيد العلم" ولا بقسم الولاية المزعوم الذي يردده المغررون من أتباعه ".. وأن نتولى من أمرنا الله ورسوله بتوليه.. سيدي ومولاي.. الخ".
ولا يدرك الحوثي أن اليمن تتطلب قادة، لا علاقة لهم بالغزو، والاجتياح، ولا الفتح الطائفي الجهوي، وهو في أحسن الأحوال -أي الحوثي- يمثل نسخة تاريخية ظلامية من نظام الإمامة المتخلف المرفوض في كل اليمن.
هو لا يعلم أن الإمامة الطائفية ظلت عائقا دون وحدة اليمن، وأن الجنوب رتب مع البريطانيين لإقامة المحميات ومن ثم إتحاد الجنوب كرهاً وبغضاً في نظام الإمامة البشع الجشع، وليس حباً في بريطانيا المستعمرة التي قاتلها اليمنيون الجنوبيون عندما هبت رياح التغيير والتحرير.
لعل الحوثي يجهل أن كثيرين فضلوا التعامل مع الأدارسة والعثمانيين، والبريطانيين، ليس حبا فيهم، ولكن هروباً وبغضا في نظام الإمامة الأناني الاستعلائي، وأن المناطق التي تمثل ثلاثة أرباع سكان اليمن، هبت عن بكرة أبيها تقاتل الإمامة بعد اندلاع ثورة سبتمبر 1962م.
الحوثي لا يدرك أن ثورة 1948، وثورة 1962 لم تأت من فراغ، ويبدو أنه لا يلاحظ كيف أن شعوب الجزيرة العربية الأخرى لم تقم بثورات، على أنظمتها مثل ما فعل اليمنيون على نظام الإمامة.
اليمنيون ليسوا هواة ثورات بالطبع، لكنهم ثاروا بسبب ظلم وبلادة نظام الإمامة الطائفي الوحشي الذي لا يطاق، والذي خبروه وجربوه، طوال القرون، والذي لم يتعلم ولم يعتدل ولم يعتبر حتى الآن!
لسان حال الحوثي يقول الآن: ما عندنا لكم سوى القهر والإذلال ونسف المساكن، وأحكام الإعدام ومصادرة الممتلكات وتوزيعها على الأقرباء والجماعة، على منهج الأسلاف!
لعله لا يدرك أن الخذلان والتخاذل لن يستمر، وأن القمع والتجبر والطغيان حبله قصير، وأن غيره كان أشطر منه، ومع هذا لم يستمر وذهب أدراج الرياح.