آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عصام بلغيثتجاهل أممي للصحفيين اليمنيين

عصام بلغيث
عصام بلغيث
عدد المشاهدات : 2,400   
تجاهل أممي للصحفيين اليمنيين

منذ أن خرجت من السجن، مع زملائي الصحفيين، في الصفقة الأممية بتاريخ 15 أكتوبر 2020، ونحن نناشد المبعوث الأممي إلى اليمن ومكتبه الخاص، للاهتمام والالتفات إلى قضية الصحفيين المحكوم عليهم بالإعدام من قبل جماعة الحوثي.

أرسلنا رسالتين للإيميل الخاص بمكتب المبعوث الأممي، توضح الحالة الصحية والنفسية للزملاء الصحفيين "أكرم الوليدي، الحارث حميد، توفيق المنصوري، عبدالخالق عمران"، من أجل الإحاطة إلى مجلس الأمن بوضعهم وكونهم صحفيون حكم عليهم بالإعدام بتهمة "نشر أخبار مضللة وإشاعة أخبار تضعف الروح المعنوية للجيش واللجان الشعبية".

أوضحنا أن التهم الموجهة للزملاء تتعلق أساساً بعملهم الصحفي وأن المحكمة التي حكمت عليهم غير معنية بقضايا النشر والصحافة، وهذا مخالف للقانون والدستور اليمني وللمعاهدات والمواثيق الدولية.

طالبنا المبعوثين الأمميين بالتدخل العاجل لإنقاذ الصحفيين قبل أن تتهور الجماعة وتقوم بتنفيذ أحكام الإعدام.

وعند متابعة ما قام به المبعوثون الامميون، منذ بداية العمليات العسكرية بخصوص قضايا الصحفيين المختطفين من قبل جماعة الحوثي، وجدنا أنه لا يتجاوز التصريحات الإعلامية الخجولة الداعية للإفراج عن الصحفيين دون تحديد السجون المتواجدين فيها أو الجهة المختطفة أو المعتقلة لهم.

وفي إحاطاتهم إلى مجلس الأمن، تم تجاهل، بشكل كامل، ملف الصحفيين بشكل عام والصحفيين المحكومين بالإعدام بشكل خاص، كما أن الإحاطات اكتفت بذكر عبارات وألفاظ مطاطية لا توضح الجهة المختطفة ولا تدعوها للإفراج الفوري.

لم يُقدِّم كل المبعوثين، أي جهد فيما يتعلق بالصحفيين، وأكبر جهد بذل كان من قبل المبعوث السابق "مارتن غريفيث".

كان هذا الجهد الخجول الذي بذله غريفيث، هو الانصياع لرغبات الحوثيين والسعي لإقناع وفد الحكومة الشرعية لإدراج الصحفيين ضمن صفقات تبادل الأسرى، بالرغم من كون الصحفيين لم يتم أسرهم وإنما اختطفوا من منازلهم وأماكن عملهم.

وبالرغم من أن الحكومة وافقت على إدراج الصحفيين ضمن كشوفات تبادل الأسرى إلا أن الحوثيين استغلوا ملف الصحفيين للضغط على الحكومة الشرعية لإخراج قيادات عسكرية كبيرة وتحقيق مكاسب أخرى على علاقة بملف الأسرى.

توالى على منصب المبعوث الخاص إلى اليمن، أربع شخصيات إلى الآن، إلا أن الموظفين الخاصين بمكتبه لم يتغيروا، ومن ضمنهم نائب البعثة الأممية إلى اليمن معين شريم.

لم تتغير سياسة التجاهل لملف الصحفيين الإنساني من كل المبعوثين، مما يثير الشبهة والارتياب من تعمد البعثة تجاهل هذا الملف الإنساني والهام، وباعتباره العنصر الثابت في كل البعثات نوجه السؤال للأستاذ معين شريم:

لماذا هذا التجاهل من قبل كل المبعوثين الأمميين إلى اليمن، لملف الصحفيين خاصة المحكوم عليهم بالإعدام من قبل جماعة الحوثي؟!