في ظل خروقات حوثية متواصلة.. الفريق العسكري: اتفاق على تشكيل غرف مراقبة للهدنة مناقشة سبل تطوير العمل الشبابي والثقافي في تعز نتج عنها استشهاد وجرح 10 أشخاص.. 97 خرقا حوثيا للهدنة خلال يوم الحكومة توجه بالتحقيق في انفجار أبين وصرف 100 مليون لأسر الضحايا ومعالجة المصابين الأزمات الدولية: خطر تفكك ناقلة صافر سيرتفع جراء تأخر إنقاذها وهبوب الرياح إصلاح وادي حضرموت يشارك بلجنة لمساندة السلطات لإنشاء محطة كهرباء تحذير حقوقي من خطر ألغام الحوثي القاتل الأكبر لأطفال اليمن نحو 13 ألفا من مختلف المحافظات.. استكمال تفويج حجاج اليمن إلى مكة البحرية الأمريكية ترصد مكافآت مقابل معلومات عن تهريب إيران للسلاح والمخدرات للحوثي نتج عنها استشهاد وإصابة 14 شخصا.. 44 خرقا حوثيا للهدنة خلال يوم
الهدنة التي تكرس شروط الاستسلام للأمر الواقع.. هذا ما يسعى إليه الحوثيون.
لا بد من عمل يعيد للهدنة قيمتها في إنضاج شروط السلام الذي يتطلع إليه اليمنيون وهو إقامة الدولة الوطنية الديمقراطية التي تمنع التسلط السلالي وخرافة الحق الإلهي في الحكم، وخرافة الخلافة، والاستبداد بكافة أشكاله.. والضامنة لحرية المواطن وخياراته السياسية.
الابتزاز الذي تتعرض له القضية اليمنية بعد كل هذه التضحيات كبير، وغاية في الخطورة، ويأتي الابتزاز من جهة تفسير سعي الحكومة وتحالف دعم الشرعية نحو السلام على أنه رغبة في الوصول إليه على أي نحو كان، وهو ما يروج له أعوان الحوثي على نطاق واسع متناسين أن صمود مأرب وكسرهم على أبوابها هو من جعلهم يعيدون بناء موقفهم من عملية السلام، ويقبلون بهدنة طويلة.
ولكي يقلبوا الطاولة على المعنى الوطني والإنساني لهذه الهدنة، وما رافقها من خطوات، راح الحوثيون يتغنون بها كمنجزات، فإعادة تشغيل مطار صنعاء منجز لهم، وكذلك تسهيل إجراءات تشغيل ميناء الحديدة... الخ.
الحقيقة هي أن الحوثيين لم يكونوا يهتمون كثيراً بإعادة تشغيل مطار صنعاء، ولذلك تمسكوا بحصار تعز، كانوا يريدون أن تصر الحكومة على الربط بين الاثنين ليبدو الأمر وكأنها تجلد الشعب ببعضه إذا ما اشترطت إعادة تشغيل المطار بإنهاء الحصار، وهو ما تنبهت له الحكومة، لأن هذا ما كان يريده الحوثيون ليبقى المطار مغلقاً توافقاً مع رغبتهم.
وبهذا ظهر الحوثي على حقيقته، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن الحصار والإنسانية في جزء من البلاد، فإنه يمارس أبشع أنواع الحصار على أكثر من ثلاثة مليون مواطن في ظروف غاية في البؤس والقسوة والمعاناة، ثم يتبجح بإنجاز في مكان آخر.
كان تركيز الحوثي ينصب على بواخر النفط التابعة لشركاته، وكان يعطل كل عمل الميناء ليبتز المجتمع الدولي تحت الضغط الشعبي ليسهل إدخال تلك البواخر، ولو أن الحوثي كان فعلا مهتماً بالجانب الإنساني لما تعامل معه على ذلك النحو الذي انبعثت معه عفونة تاريخ لم تكن بينه بين والإنسانية أي مودة من أي نوع كان.
الإفلاس السياسي غالباً ما يرتب معادلاً سلوكياً وأخلاقياً ينتهي بأصحابه إلى طريق مسدود، وربما أن جماعة الحوثي لا تدرك أن الحال لن يتوقف بها عند عتبة وهم المنجز الذي تعمل على تسويقه لتبدو الهدنة وكأنها خط النهاية الذي يتقرر عنده المنتصر.