آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عدنان العدينيأكتوبر مجيد

عدنان العديني
عدنان العديني
عدد المشاهدات : 1,210   
أكتوبر مجيد

يتمثل الإنجاز الثوري للرابع عشر من أكتوبر المجيد في أنه نقل اليمن من جغرافيا ممزقة إلى بلد قادر على تعريف نفسه متحرراً من إرادة حلف الاحتلال المحلي والأجنبي.

لقد قامت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد واقع أن يتقاسم بلادنا طرفان كلاهما يناصبها العداء ويسعى لإبقائها على هامش التاريخ بعيدة عن حركته وتطوره. فبين سلطنات متناثرة في الداخل وسلطة احتلال خارجي وجدت اليمن نفسها داخل فخ حاول بأقصى طاقته إخراجها من سياقها التاريخي وتلوينها بهوية غريبة مقطوعة الصلة بهويتها وتاريخها. وعليه قامت الثورة لطرد الاحتلال وإسقاط سياسة الارتهان، وتثبيت عوامل الاستقلال والاستقرار الذاتي.

كانت اليمن قبلها قد رزحت تحت ليل قاتم كئيب، عنوانه الإمامة في الشمال والسلطنات في الجنوب، هاتان السلطتان المدعومتان من الخارج بغرض منع هذا البلد العريق من عيش لحظته التاريخية بكل الفاعلية التي ينطوي عليها وسعت لحرمانه من حقه الطبيعي في اتخاذ قراراته التي تتناسب وعراقته التاريخية.

وبالقدر الذي أنجزت صنعاء وعدها، بثورة أسقطت محتلاً داخلياً وأعلنت الجمهورية، ركيزة الدولة اليمنية الأولى والفكرة التي حررت الإنسان ونقلته من رعوي تابع إلى مواطن كريم، فإن عدن أهدت اليمن الركيزة الأخرى للدولة حين ثبتت اليمن الواحد: الفكرة النقيضة للاستعمار، مستدعيا روح اليمن بعد غياب ممتد وطويل بعمر الاحتلال.

بالثورتين شرع اليمن في صياغة معادلته الخاصة ودشن مشروع دولة المواطنة الممتدة فوق كل الأرض والمعبرة عن كل الشعب كقضية مركزية هيمنت على عهد الثورتين وما تلاها وحتى الآن، وسوف تستمر في إذكاء روح التضحية والكفاح، فلقد كنا وبشكل متكرر نصنع الثورات ونفشل في صناعة الدولة التي تليق بها مما أبقاها قضية نضال تتوارثها الأجيال في مواجهة مستمرة للصعوبات والتحديات.

أكتوبر مجيد.