|
اليمن اسم كبير وحضارة ضاربة في عمق التاريخ يعيش اليوم أسوأ أيامه وأحلامه، حتى الحلم ليس مثل الأحلام لأنه مجرد من كل طموح والكل في صراع مرير مع اللقمة التي باتت هي حلم كل مواطن كيف يحصل عليها ويؤمّن بها حياة أبنائه.
مؤسف أن تأتي ذكرى الاستقلال ونحن بهذا الحال، لقد وحدنا بالأمس هم الوطن الذي لا يضاهيه هم فانتصرنا على أعتى احتلال جثم على قلوبنا 129 عاما، فعندما كان الهم كذلك صغرت عنده كل الخطوب.
لقد حادت بيننا الهموم الصغيرة عن تلمس الطريق وكبرت في نفوسنا توافه الأشياء وصرفتنا عن الهم الأول فرأينا الوطن يتآكل أمامنا وتنهشه الأنياب ولا يرمش لنا جفن، ماتت عند كثير منا العزة والنخوة وأصبحنا نعرض وطننا في سوق المزايدات لمن يدفع أكثر، كم يتألم القلب من كمد وتدمع من هول ذلك العيون ولا حياة لمن تنادي.
إن الوطن أكبر منا ومن خلافاتنا وأكبر من شهواتنا ونفوسنا فعلينا أن نحافظ عليه وأن نتنازل من أجله بكل ما نملك.
لقد مزقتنا الولاءات وأضعفتنا وباعدت بيننا الخصومات ولا سبيل لذلك ونحن أمام ذكرى الاستقلال المجيد، إلا أن نلتقي ونقترب من بعضنا ولو في منتصف الطريق.
ثمان سنوات وهذه الذكرى تعود علينا ولم نغير من أحوالنا في شيء ولم نستلهم منها الدروس والعبر، أما آن أن تراجع كل المكونات والقوى السياسية والمجتمعية مواقفها وأن تضع يدها في يد بعضها للخروج من هذا المأزق الذي شتتت اليمنيين بمختلف صورهم وجعلهم مثل الأيتام مدفوعين بالأبواب فليس أحن من الوطن علينا من أحد.
في الأربعاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 08:42:35 م