|
اقبل بحق المختلف، وتعايش مع الآخر ما دام أنه لم يرفع في وجهك السلاح، ولم يصوب نحوك السهام.
لا تقصيه أو تهمشه من حقٍ هو له فإن كان اليوم لك فإن غدا سيكون عليك، وسيجرعك من نفس الكأس الذي جرعته إياه، وهكذا بثقافة التطرف البغيض ستستمر دوامة الصراع، وسنورث الدم لأبنائنا من بعدنا، وبئس الإرث الذي تركناه لهم.
إذا قدرتَ أو تمكَّنتَ فلا تصادر حق أحد في الحياة، والحرية، والمعيشة، والوظيفة، فإنك إن فعلت فقد اعتديت وظلمت، ولا ينشئ الحروب وينبش الصراعات ويورث الأحقاد ويدمر البلاد مثل التعدي والظلم والتهميش والإقصاء.
وحتى نخرج من هذا التيه ونعيش استقرارا وأمنا في ربوع بلادنا وبين أهلنا فلابد أن نؤمن جميعا بحق الآخر كما نؤمن بحقنا، وأن الحفاظ على حياته وحقه هو حفاظ على حقنا وحياتنا، ولا بد أن يفعل هو كذلك، ويتحول هذا الإيمان إلى ثقافة عملية تنتشر على أرض الواقع وتطوف في كل أرجاء اليمن وليس عبارة عن قول كاذب يخفي تحته أنياب ذئب مخادع إذا تمكن افترس.
تعايشوا في منابركم، في وظائفكم، على أرضكم، وارحموا أنفسكم وأبناءكم من بعدكم، واعتبروا من واقع البلدان فما تعايش أهلها إلا وترسخ أمنها وكانت في بحبوحة من السلام، وما بغوا وتجاوزا في حق بعضهم البعض إلا وطحنتهم رحى الحروب وشردتهم ثارات القتال وفُتحت عليهم أبواب المصائب والتدخلات.
- لا يحتاج العاقل إلى كتاب في الأنساب ليثبت أنه قبيلي، فقد أثبتها الله له في القرآن الكريم فقال تعالى: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ.."، قال الله قبائل وصدق الله وكذبت ألسنتهم.
ولا يحتاج أيضا أن يثبت للناس أنه ابن أصل فقد أثبت الله أصله فقال: "يا بني آدم"، فأثبت أننا جميعا أبناء لأصل واحد وهو نبي الله آدم ومن قال إن آدم ليس بأصله فهنيئا له بنظرية دارون والقرود.
إن مجرد الحديث عن هذا المرض العنصري والتصور الجاهلي يستحي منه الإنسان السوي فضلا عن أن يؤمن به أو يدعو إليه.
تبا للتخلف والعنصرية وقلة الأدب.
في السبت 10 ديسمبر-كانون الأول 2022 08:51:16 م