خطورة التحرك بوعيين متناقضين
عدنان العديني
عدنان العديني

الصراعات التي لا تتوقف بالاتفاقات التي وجدت من أجلها، تفصح عن رغبة في العودة إلى ما قبلها، وهو أمر يتجاوز في خطورته المسألة الأمنية إلى المسألة السياسية، لتصبح التحركات العسكرية من خارج النسق الرسمي تهديدا لصيغة الحكم التي أنشأها الاتفاق، وعبرت عنه باعتباره لحظة فاصلة بين عهدين.

التحرك بوعيين متناقضين وينتميان لزمنين ومرحلتين، سابق ولاحق للاتفاق، يضر بك وبقضيتك التي تتحول لمسألة عصية على الفهم لدى جمهورها أولا، بسبب اضطراب مواقف القادة وشتات مسلكهم النضالي وتقبلهم العيش في زمنين مختلفين يفصلهما اتفاق شاركوا فيه ووقعوا على تفاصيله.

سبق للحوثي أن فعل ذلك، حين شارك في الحوار وانقلب على نتائجه، لكنه الحوثي الذي يتصرف كغريب عن المجتمع، وأشبه بقوة خارجية لا تهتم لليمن، واستقرار دولته وأمن مواطنيه، الحوثي أقرب لقوة غازية ليصبح رفض مسلكه بحد ذاته موقفا وطنيا.

تبدأ الحرية من رفض الوعي الذي يكرس العدو كنموذج، والتحرر من تقليده.


في الجمعة 06 يناير-كانون الثاني 2023 07:19:49 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=1012