عن الدور البطولي لمأرب
عبدالرزاق قاسم
عبدالرزاق قاسم

الموقف العظيم لمأرب ووقوفها المنيع أمام الحوثي والمشروع الإيراني في 2015م، وما ترتب عليه من مصير لليمن والمنطقة بأكملها ما كان ليحدث لولا أن مارب كانت مؤهلة ذاتيا وصالحة لقيادة لهذا الدور التاريخي والبطولي، من خلال تمسكها بخصائص النُبل والسمو التي امتاز بها العرب منذ فجرهم الأول عن سائر الأمم والشعوب.

حافظت مأرب على هذه العادات في ظل حملات تشويه منظمة كانت تتعرض لها في مسعى لدفعها إلى التخلي عن قيمها الأصيلة التي تمتلكها، ليسهل فيما بعد تفكيك قبائلها، وتحويلها إلى نسخة أخرى من القُبُل التي كانت مثلها في السابق واستطاع الماكرون تدميرها بطرق متعددة، وأدوات خبيثة، لم يعرف أبناءها ومناطقهم من بعدها إلا الضعف والهوان، انكشف حالهم عند أول اختبار، ووحدها مأرب بقيت عصية على هذا التوجه، واستطاعت الحفاظ على وحدتها وتماسك رجالها، وهذا ما شكل قاعدة صلبة إتكأت عليه في 2015م، لتخرج مأرب من هذه المحطة بمكانة عالية في نفوس اليمنيين أضيفت إلى مكانتها الرفيعة من قبل.

المقام الرفيع هذا جعل الأنظار مصوبة بإجلال نحو مأرب، من كل ربوع اليمن وحتى من ما وراء الحدود، وبالضرورة أمر كهذا يحتم على المأربيين بمختلف فروعهم وانتماءاتهم أن يضاعفوا من حكمتهم التي عرفوا بها، وأن يلتزموا بها في كل المواقف والنزاعات البينية، مها بلغت من التعقيدات والصعوبات، خصوصا في تلك القضايا التي لا تتطلب اللجوء للشدة والقوة، وبالإمكان حلها عن طريق التفاهمات الأخوية وروح الانتماء الواحد للأرض والجذر، وهي الأغلب، ليبقى البأس المأربي الشديد حكرا في استخدامه على ردع الباطل والعدو الحقيقي للأرض والتاريخ والهوية.


في الخميس 01 يونيو-حزيران 2023 08:29:35 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=1065