|
في مثل هذا اليوم "30 نوفمبر" منذ 56 عاما، تحقق حلم الأجيال بالتحرر من الاستعمار البريطاني الذي طال أمده وأثقل كاهل الشعب لفترة طويلة من الزمان، حيث غادرت آخر فرقة محتلة أرضنا بعد تصاعد قوة وعنفوان المقاومة في كل الجبهات مما أدى إلى انتهاء حقبة من الظلم والانتهاز، والتفرقة، ونهب الموارد والمقدرات المادية والبشرية.
نحتفل بذكرى هذا اليوم العظيم تكريما لمن حمل راية الثورة والتغيير والمقاومة ولأرواح الشهداء والمناضلين، رغم ما تعاني بلادنا من أزمات متلاحقة ومتشابكة، تنذر بمزيد من التهديد لكثير من معاني الحياة والتنمية والاقتصاد والسلام.
إنه لواجب حتمي علينا في هذا العيد المجيد أن نستلهم من روح الاستقلال والتحرير الكثير من المعاني والقيم والدلائل.
فالاستقلال ليس حدثاً تاريخياً نحتفل به، بل هو قيمة ومبدأ نعيش به كل يوم، فالاستقلال هو الحفاظ على سيادتنا وكرامتنا وهويتنا، والدفاع عن مصالحنا وحقوقنا ومكتسباتنا، والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء على أساس المصالح المشتركة.
هو التزام بالقانون والدستور ودعم المؤسسات بمختلف الأصعدة، والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، والمساهمة في العمل الوطني والتنموي والإنساني.
فلنجعل من هذا اليوم فرصة للتجديد والتصحيح والتقدم، ولنتذكر بفخر واعتزاز ما قام به أجدادنا وآباؤنا من تضحيات وبذل، من أجل الاستقلال ونيل الحرية والجلاء الكامل، ولنتعهد بالوفاء والإخلاص لما قدموه من دماء وأرواح من أجل كل شبر من أرض الوطن.
كل عام وشعبنا بخير من أقصاه إلى أقصاه.
في الأحد 03 ديسمبر-كانون الأول 2023 06:05:01 ص