|
أن تعيش لفكرة وغاية وهدف عظيم يتجاوز بكثير رغباتك، وتكون على أتم الاستعداد لدفع الكلفة، وإن كانت حياتك وحياة أقربائك ومن تحب، فهذا هو المعنى الحقيقي لأن تكون قائدا.
لا حدود ولا أسوار تفصلك عن الناس، أن تتقلد أعلى منصب في السلطة، ثم تعيش بين الناس تسكن مخيمهم تؤم الناس في مسجدهم، تعيش معاناتهم وتشاركهم الألم، حين تقدم أفراد أسرتك كجزء من الثمن المستحق الذي يدفعه أهلك، فأنت هنا تكسر صورة القيادة النمطية المشوهة وتسترجع بعضا من ملامح تاريخنا المشرق.
وداعا أبا العبد، كان هذا الرحيل هو حلمك الشخصي، وإن كان رحيلا قاسيا لأمة يعم الحزن مشرقها ومغربها، حتى وإن كان حزنا سلبيا، لكنه أضعف الإيمان.
أوفيت بالعهد وقدمت التضحيات، كبيرا في حياتك وكبيرا في مماتك، لا يضرك أن يكون رحيلك في أي بقعة في العالم، فقد أقفل الإخوة الأبواب في وجهك وذهبت تحمل معاناة أهلك إلى حيث قادك ظنك أن يفتح لك باب.
خذلك العرب جميعا، وخذلك أصحاب التقية، وحتى الشعوب لم تكن كما يجب في معركة لا شبيه لها في التاريخ.
رحلت كقائد لأكبر حركة مقاومة صادقة ووفية في هذا الزمان، تملك أكبر رصيد أخلاقي بمشروع مقاوم نقي يقف العالم كله في وجهه من الشقيق القريب إلى العدو القريب، وقد اجتمعوا على أن يفجعوا الأمة فيك، لكن القوس انطلق منه سهم يحمل فكرة حياة بعز أو موت بشرف.
في الأربعاء 31 يوليو-تموز 2024 10:06:27 م