نكبة اليمن المستدامة
علي الفقيه
علي الفقيه

لم تشهد اليمن في تاريخها القديم والحديث والمعاصر نكبة أكبر من نكبتها يوم وصل إليها مؤسس نهج العنصرية والتطرف والإجرام يحيى الرسي "الهادي".

وإذا كانت كل الكوارث التي شهدتها اليمن ابتداءً من انهيار السد وتعرضها للاحتلال من أكثر من دولة ونظام قد سببت لليمن معاناة انتهت في وقتها، فإن نكبة قدوم الرسي، وتأسيس حكمه العنصري هي نكبة مستدامة لا يزال أثرها ممتداً إلى اليوم ويتجدد بين حين وآخر بسبب العقيدة العنصرية التي يحملها ويتوارثها نسله في جيناتهم وأفكارهم.

لم يكن الرسي، صاحب مذهب كما يحاولون إضفاء القداسة عليه من هذا الجانب، وإنما صاحب مشروع حكم قائم على الهيمنة والاستعلاء جوهره "أنا خير منكم"، وملكني الله رقابكم وعليكم أن تخضعوا لي ولسلالتي أو فالموت لكم.

ولا يزال نسله ومعتنقو فكرته يجددون دورات العنف وحمامات الدم ويكرسون مأساة اليمن منذ القرن الثالث الهجري إلى اليوم مع تغيير طفيف في اللافتات والخطاب اللحظي، بينما ظلت، في حالة ثبات، المنظومة الفكرية القائمة على التشويه والطعن في أعراض وأخلاق كل من لا يؤمن بهم، بل واختلقوا لذلك دينا جديداً ليرهبوا به المتدينين من العوام، ولفقوا أحاديث على النبي عليه الصلاة والسلام.

والنص الذي لفقوه للنبي وسموه حديثاً "لا يبغضنا إلا أحد ثلاثة..."، والموثق في كتب الرسي، والتي حققها وقدم لها مراجع معاصرون من علماء الإمامة والمذهب دون أن يرف لهم جفن، هو جزء من المنظومة الفكرية العفنة التي نسجها الأئمة الأوائل وفي مقدمتهم يحي الرسي، وهو كلام شوارعي لا يليق بأي شخص لديه الحد الأدنى من الأدب والأخلاق أن يقوله، فما بالك بنبي بعثه الله رحمة للعالمين ووصفه بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم".


في الخميس 22 أغسطس-آب 2024 10:56:05 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=1249