|
منطقيا أن بين المعرفة والوعي علاقة ما طردية يزداد الوعي بازدياد المعرفة، ولكن ثمة ما يشوش على مثل هذه القاعدة، وخاصة مع طغيان هوس التحصيل الأكاديمي الوظيفي على حساب تراكم وخلق وإنتاج الوعي المعرفي المفترض.
فقد تجد أمامك دكتور جامعي قضى عمرا طويلا للوصول لهذا اللقب، ومع ذلك إذا ما قست وعيه المعرفي بحجم تحصيله العلمي ستجد مفارقة عجيبة لا يتناسب وعيه وما قضاه من وقت في التحصيل العلمي وما حصل عليها من شهادات وألقاب.
فمثل هذه الظاهرة تكاد تكون طاغية اليوم على مخرجات الحقول الأكاديمية المختلفة مما يعيد سؤال أين الخلل مجددا؟
فالوعي هو رديف الثقافة، والثقافة ليست رديف المعرفة الأكاديمية بالضرورة بقدر ما هي أحد روافدها، وأما رديفها الكبير فهي سعت التجارب والخبرات المكتسبة، وهو ما يعيد لنا السؤال مرة أخرى: ما جدوى الدرس الأكاديمي إذا كانت المخرجات بهذا الشكل والمستوى من غياب الوعي المعرفي وضحالة المخرج؟
في السبت 07 سبتمبر-أيلول 2024 10:51:54 م