|
بمسيرة عمرها 34 عاماً يحتفل الإصلاحيون بذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، وليس سهلاً أن تسترجع الذاكرة تفاصيل تلك المسيرة، خصوصا وأنت تتحدث عن كيان يمتلك قدراً عالياً من الحيوية وينبذ الجمود.
الإصلاح نهر متدفق يشق طريقه بين الصخور والمنعطفات ولا يوقف سيره أو يفقد نقاؤه أحجار تقذف على سطحه.
34 عاماً من العمل السياسي والفكري والثقافي والتربوي والاجتماعي ومراحل مختلفة وأحداث كبيرة شهدها اليمن تعامل فيها الإصلاح مع كل مرحلة بما يناسبها من المواقف دون أن يغير أو يبدل من ثوابته.
فلا الزمان قد جعله يتنازل عن مبدأ، ولا المتغيرات قد سلبته ثوابته وأعني ولد الإصلاح جمهورياً وحدوياً وسطياً هكذا كان يوم تأسيسه وهو اليوم أشد تمسكاً بهذه القيم، ما زادته السنون وتقلباتها إلا رسوخاً.
تفتت قوى ومكونات وقفزت أخرى من مركب الجمهورية نحو الإمامة وأخرى ورفعت شعارات التفتيت، وجنحت أخرى نحو التطرف، بينما بقي الإصلاح يحتفل بذكراه الرابعة والثلاثين بذات القيم التي عليها نشأ عام 1990م.
طور وجدد سلوكه وخطابه وأداؤه وتفاعله مع محيطه وتجاوز أزمات عجزت عن تفكيكه، وكلمة السر في بقاء الإصلاح موحداً رغم العواصف أنه راسخ المبدأ، عميق الجذور، هي منظومة القيم التي تحميه.
يحتفل الإصلاحيون بذكرى التأسيس على امتداد الجغرافيا اليمنية، يحملون آلام اليمن الكبير وأحلامه اليمن المتحرر من دنس السلالية والعنصرية بكل أشكالها، والكراهية بكل صورها، يمن يعيش فيه أبناء الوطن الواحد بسلام، تجمعهم دولة عدل ونظام، هذا الحلم وإن بدا صعب المنال اليوم، لكنه طريق النجاة الأكيد.
في الخميس 12 سبتمبر-أيلول 2024 10:02:48 م