|
إذا كان المشروع الصهيوني اختار فلسطين لرمزيتها الدينية والعالمية، فزرع إسرائيل فيها، بهدف الهيمنة، فإن المشروع الإيراني أدرك هذه الرمزية، فجعل فلسطين غطاء سياسياً وأيديولوجياً لأهدافه في الهيمنة عبر ميليشياته الطائفية.
وإذا كانت الحملات الصليبية للهيمنة على الشرق الأوسط قد تم تبريرها بأنها كانت لحماية مسيحيي الشرق "خراف المسيح"، وتطهير "الأراضي المقدسة" من "المسلمين الكفار"، فإن الهجمة الإيرانية على البلدان العربية، تتم اليوم تحت شعار حماية "شيعة أهل البيت" و"المراقد المقدسة" من الدواعش والوهابيين التكفيريين.
الهدف الصليبي هو الهدف الصهيوني، وهو الهدف الإيراني، والوسائل هي الوسائل والشعارات هي هي، وليس للعرب من مخرج سوى الالتفاف حول مشروعهم المبني على مشتركاتهم التي لا توجد لدى أية أمة سواهم.
- لا يجوز التشفي بمقتل حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، لكن يجوز التشفي بحميد الأحمر، الذي فرضت عليه أمريكا عقوبات، بسبب دعمه لغزة!
هل هناك ما هو أكثر عجباً من ذلك؟
لقد أصبح كل شيء من فتوى دينية وتحليل سياسي ونشرات أخبار، أصبح خاضعاً للميول الأيديولوجية والهوى السياسي.
هناك حرب إجرامية تنفذها إسرائيل ضد غزة ولبنان، وهناك حرب أخرى موازية تُنفذ على القيم والأخلاق.
في السبت 12 أكتوبر-تشرين الأول 2024 10:23:54 م