منطقتنا تدور حول السنوار
هشام المسوري
هشام المسوري

كان صاحب العصا نبيلا وحكيماً بما فيه الكفاية كي يقوى على الجمود والتردد والاستسلام.

أصبح العيش بكرامة مستحيلاً.. إذا ليكن الموت بكرامة.. كان على دراية كاملة بمسألة الحياة والموت. لماذا وكيف يعيش، ومن أجل ماذا وكيف يموت. حرا للحياة وفي الممات.

في مثل واقع "السنوار" وشعبه وعلى مدى قرن من الزمن حيث يولد المرء يتيما ولاجئاً وأسيراً ومقتولاً، فإن الجنون يغدو عقلا كاملاً وحكمة خالصة ويغدو اليأس فضيلة. اليأس الذي يولد أمل في قيمة الكفاح ويدفع نحو المقاومة بأي شكل كانت.

كنت ترى الهاوية لكن بأنفة وكبرياء وبحكمة نادرة وباردة وبجنون خلاّق. إذ ولدت في الهاوية وعشت فيها. وهل ثمة هاوية أسوأ من أن تعيش مائة عام تحت أنذل احتلال عرفته البشرية؟

شجاعتك، وقبلها حربك، وليست شفقتك هي التي ظلت تلفت العالم لما يمكن أن يفعله الفلسطينيون ما لم ينتزعوا حقهم في الأرض والكرامة والحياة.

كل من يهمس بشطارات "الواقعية السياسية" اليوم ليس إنساناً حكيماً ولا كبيراً بما فيه الكفاية كي يعرف جدوى المقاومة والجهاد وعصا السنوار.

بطريقة غير مرئية تدور منطقتنا اليوم حول السنوار.


في الخميس 24 أكتوبر-تشرين الأول 2024 11:22:36 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=1292