|
ونحن نحتفل بالذكرى الـ 57 للاستقلال الوطني وجلاء المستعمر في 30 نوفمبر 1967، يتحتم علينا أن نتذكر بكل فخر واعتزاز نضالات وتضحيات شعبنا التي أرغمت المستعمر على الرحيل من جنوب الوطن بعد 129 عامًا من الاحتلال الغاشم.
وتكمن أهمية الـ 30 نوفمبر 1967، في كونها مناسبة وطنية، تجسدت فيها أروع صور التلاحم والتكاتف بين اليمنيين، الذين قدموا من مختلف المحافظات للالتحاق بإخوانهم في جبال ردفان وعدن وأبين وشبوة ولحج وحضرموت والمهرة، لمواجهة الاحتلال واستعادة السيادة الوطنية.
حيث لعبت معارك الحرية والاستقلال دورا محوريا في تعزيز الوحدة الوطنية، التي كانت أساس تحقيق الانتصار والاستقلال الناجز، وإلحاق هزيمة تاريخية بالإمبراطورية البريطانية التي مارست شتى صنوف التعذيب والاعتقال وسياسة "فرق تسد" لتمزيق الصف الوطني.
ولقد جاء يوم الـ 30 نوفمبر، كنتاج طبيعي لسلسلة الثورات والانتفاضات التي قام بها الشعب اليمني للتحرر من الاستبداد والاستعمار.
فشهدنا ثورة 26 سبتمبر 1962، تمهد الطريق لقيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، التي مثلث رافعة وطنية انتزعت الاستقلال من المستعمر في الـ 30 نوفمبر 1967م.
واليوم، وبالنظر إلى ما حل بالوطن من أوضاع كارثية، والمعاناة المروعة التي يعيشها اليمنيين منذ نحو 10 سنين، ينبغي استلهام دروس وعظمة الاستقلال المجيد، والانتصار لقيم الثورة اليمنية، في مواصلة النضال والكفاح والاصطفاف حول مشروع وطني جامع لإنقاذ الوطن مما يحاك ضده، ومؤامرات تمزيقه إلى كيانات متصارعة، إذ لا يجب السماح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء.
الأمر الذي يستوجب من الجميع المسارعة إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود لخوض معركة استعادة الدولة المختطفة من قبل الميليشيات الانقلابية، باعتبارها أولوية قصوى تستدعي التفاف كافة القوى السياسية، نظرا لخطورة استمرار الانقسام في إضعاف قدرة الشرعية على مواجهة المليشيات الانقلابية، ويصب في صالح توسيع نفوذها، وبسط سيطرتها، وفرض مشروعها العنصري.
ونختم بتقديم خالص التهاني وأطيب التبريكات للشعب اليمني الكريم بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، والمجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية، وأزكى التحايا للمناضلين الأحرار.
في الأحد 01 ديسمبر-كانون الأول 2024 09:10:59 م