|
في ذكرى الحلم اليمني الكبير الذي رسمه أبناء اليمن، وفي طليعتهم الشباب في 11 فبراير عام 2011، يوم رسموا صورةً ناصعةً لليمن الذي يحلمون به ويسعون إليه.
كانت ميادين الثورة وساحاتها فضاءً واسعاً لذلك الحلم، تجلت فيه صور السلمية والمدنية والإيمان الراسخ بالقيم الوطنية، وفي مقدمتها وأساسها بناء يمن تسوده المساواة بين جميع أبنائه وإغلاق ملفات الماضي بكل مساوئه.
لم تكن ثورة فبراير ضد حزبٍ بعينه، بل كانت ضد الاستئثار الذي أخل بتوازن البلد وخلق مشاكل تهدد وتنسف قواعده.
لم تكن الثورة ضد الدولة ولا مؤسساتها، بقدر ما كانت ضد سوء الإدارة الذي هدم تلك المؤسسات وحولها لمشروعٍ صغيرٍ.
خرج شباب الثورة ينتخبون نائب الرئيس لنقل السلطة إليه، دون أن يهتموا كثيراً بخلفيته السياسية، بل كانوا يرسلون بذلك رسالةً إلى المؤتمر كحزبٍ، وإلى الجنوب كجغرافيا، بأن الشراكة هي عنوان المرحلة.
وكانوا متسامحين بإغلاق ملف الماضي ومنح الحصانة لكل مسيءٍ من أجل سلامة الوطن، ثم ذهبوا إلى حوارٍ بسقفٍ مفتوحٍ لإعادة صياغة بناء اليمن والتوافق على حلولٍ لمشاكله.
هكذا كانت ثورة فبراير، وما حصل بعد ذلك وإلى اليوم كان انقلاباً عليها وثأراً منها دفع كلفته الجميع لأكثر من عشر سنوات من الحرب والدماء والدمار والانهيار.
كانت ثورة فبراير ثورةً عظيمةً، وكان الانقلاب عليها جرمًا كبيرًا يستوجب الاستمرار في مواجهته بموقف موحد نحو الغاية المنشودة باستعادة الوطن المختطف من بين مخالب الكهنوت.
في الأحد 16 فبراير-شباط 2025 09:04:43 م