|
لقد نقل القرآن العرب نقلة كبرى، لا يمكن تخيل حجم ذلك التحول الذي أحدثه القرآن معرفياً، فالعرب الأميون الذين كان لا يتجاوز عدد من كان يقرأ ويكتب منهم أصابع اليد، تحولوا فجأة وخلال فترة زمنية قصيرة جداً إلى أساتذة للعالم ورموز له، وصاروا محط أنظار العالم ومحور ارتكازه حينها.
لم يقتصر هذا التحول الذي أحدثه القرآن في حياة العرب على مجرد محو أمية القراءة والكتابة، وإنما محا فيهم أمية العلم والتمدن والحضارة، فانطلقوا في أرجاء المعمورة يبنون ويشيدون صروح المعرفة ودروب العمران والحضارة المختلفة، بتشييد المدن وتشييد الجسور ورصف الطرقات وبناء المشافي والمدارس والجوامع والتكايا والزوايا والاستراحات على طرق السير والقوافل والأسفار.. وكل هذه لم تكن في قاموسهم الاجتماعي من قبل، إذ كانوا أمة محاربة تمتهن الحرب فحسب، لتكسب منها لقمة عيشها.
في الأحد 09 مارس - آذار 2025 01:51:59 ص