ست الحبايب
جمال أنعم
جمال أنعم

وحدهم الصغار يذكروننا ببراءتنا المكتهلة، يحيون ما جف من الشوق والحنين في ارتحالات التيه بعيدا عن الحب والحنان.

وحدهم الصغار يذكروننا بعيد الأم، نحن الكبار في النسيان. الكبار في الجحود والنكران.

كل يهمس برجاء كي يشتري هديته. رغبات عزيزة صعبة التجاهل، وللمرة الأولى تهزني المناسبة وتشدني متأملًا في موج من العواطف الجياشة.

على البعد يلوح وجه أمي وملء عينيها حب وعتاب، يطفر القلب دموعا على زقرقة الأغنية الحبيبة: ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي.

أين مني قدماك يا أمي، أمطرهما قبلات فتنداح داخلي ألف جنة؟ أين مني قدماك أتشبث بهما بهلع طفل في الزحام؟ ألوذ بظلالهما أنا الجحيمي الزاحف أبدا على الجمر، الهارب من النار إلى النار. أنا ابن القيظ والهجير والقحط واليباب.

هذا عيدك أماه بهل بهيا ونقيا كقلبك.

وهذا أنا أعود بعد 12 عاما من وجع الغياب، ووهن الحنين، ها نحن نلتقي في اليتم والشتات بعيدا عن البلد الأم.

الحياة أنت حبيبتي الغالية.


في الإثنين 24 مارس - آذار 2025 02:50:00 ص

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=1377